أوقفت الدنمارك استخدام لقاح أسترازينيكا لتسببه بتجلطات في الدم.
يأتي هذا بعد يوم من إعلان وكالة الأدوية الأوروبية، أن تحقيقا أوليا لم يكشف عن أي صلة بين لقاح شركة "أسترازينيكا" المضاد لكورونا ووفاة ممرضة نمساوية تم حقنها به.
وقالت الوكالة في بيان: "لا يوجد في الوقت الحاضر ما يشير إلى أن التطعيم كانت له هذه العواقب التي لا تندرج ضمن الآثار الجانبية المذكورة لهذا اللقاح"، في إشارة أيضا إلى ممرضة أخرى تم نقلها إلى المستشفى إثر انسداد رئوي عانت منه بعد تطعيمها.
وكانت سلطات النمسا قررت في 7 فبراير تعليق استخدام دفعة من لقاح "أسترازينيكا" كإجراء احترازي، بعد وفاة ممرضة وإصابة أخرى بعد خضوعهما للتلقيح.
وجاء في بيان أصدرته الهيئة الفيدرالية النمساوية المعنية بالسلامة في قطاع الصحة العامة، أن ممرضة في الـ49 من عمرها توفيت نتيجة لاضطراب نزفي خطير بعد تطعيمها، أما الممرضة الثانية (35 عاما) التي تلقت التطعيم من الدفعة ذاتها من لقاح "أسترازينيكا" في مدينة تسفيتل بولاية النمسا السفلى، فأصيبت بالانسداد الرئوي، قبل أن تتحسن حالتها.
ويواجه اللقاح البريطاني السويدي أسترازينيكا أزمة وصفتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في حديث أدلت به قبل أسبوعين لصحيفة فرانكفورت ألغماينه تسايتونغ، بـ "مشكلة تقبل".
وتنتشر عبر القارة الأوروبية حالة من "عدم الثقة" في اللقاح المطور بالتعاون مع جامعة أكسفورد البريطانية "بما يعرض عملية التلقيح في أوروبا للخطر"، وفقا لموقع بيزنس إنسايدر.
وكشف الاتحاد الأوروبي أن 28%، فقط من جرعات اللقاح البالغ عددها 7.3 مليون جرعة تم استخدامها، وهو ما يعتبر "ضعف استخدام لمورد غالٍ"، وفقا للمركز الأوروبي لمراقبة والوقاية من الأمراض.
وبالرغم من تمتع لقاح أسترازينيكا بانخفاض سعره وسهولة حفظه وإمكانية إنتاجه بكميات أكبر مقارنة باللقاحات الأخرى التي حصلت على موافقة الاتحاد الأوروبي حتى الآن ضد فيروس كورونا، لا يتمتع اللقاح بالصدارة في أوروبا. وكانت الشركة المصنعة للقاح قد أعلنت سابقا عن تمسكها ببيعه بتكلفة الإنتاج بما يناسب الدول الفقيرة والمتوسطة الدخل، لتصفه منظمة الصحة العالمية بـ "لقاح لكل العالم".
ويرى خبراء أن سلسلة من الأخطاء وسوء الاتصال هي ما تسببت في الأزمة منذ إعلان أسترازينيكا عن نتائج المرحلة التجريبية للقاح، وصولا إلى خلاف قادة أوروبا مع الشركة حول خطة توزيعه.
ففي الوقت الذي سعت أوروبا فيه لخفض أسعار اللقاح وتوفير المزيد من البيانات عنه وإنتاج كميات كافية لتلقيح سكان دول الاتحاد، وفقا لموقع بوليتيكو، أثرت حصص المملكة المتحدة وإسرائيل من اللقاح بالسلب على نصيب أوروبا منه.