"رجعت الشتوية"، غنتها السيدة فيروز بابداع وحنية، غنتها وخلقت في قلوب اللبنانيين الحب والحنين والشوق... كل هذه المشاعر وأكثر تختلجه حتى اللحظة التي يبدأ فيها البرق والرعد وتتساقط الأمطار، فيتحول الحب والحنين الى بكاء وسباب و"خربان بيوت".
عذرا سيدة فيروز، فالدولة اللبنانية خلقت معنى جديد للعبارة، "رجعت الشتوية" في لبنان تعني طرقات عائمة ومنازل غارقة وكوارث وطوفان!.
منذ الصباح بدأت تتوارد الأخبار حول غرق الطرقات بمياه الأمطار، من جونية الى الناعة ويسوع الملك ونهر الكلب وجل الديب وأنفاق المطار وخلدة... وهلم جرّ!
نعم أيها اللبناني، يقول أجدادك "الشتي خير"، أو على الأقل هكذا كان الحال في أيامهم، لكن الوضع تبدل مع دولتنا العليّة، واذا لم تتمكن من تصريف المياه على الطرقات فكيف ستتمكن وزارة الأشغال في الحكومة من تصريف الأعمال!
وهيا بنا نهلع بفرح، فعلى الهوية أنت لبناني، وفي نظر الدولة أنت اما بطل خارق لا التفجيرات ولا الطوفان ولا الحرائق ولا الفقر ولا الجوع ولا الأزمات المالية تسحقه، أم أنك مسحوق بنظرهم لدرجة أنهم لا يرونك الا عند حاجز "المفرد والمجوز" حيث تحرر المخالفات!
هنيئا لك أيها اللبناني بفيروز والعمالقة زملائها فهم ارثك الوحيد من دولة غرقت واحترقت وانفرجت وأفلست ولم تهتم مقدار ذرة بالتفتيش عن كرامة ضاعت تحت أقدام الغرب والشرق و"يلي بيسوا ويلي ما بيسوا"!