مرحلة سياسية إنقاذية تنطلق مع رئيس الجمهورية الجديد
مرحلة سياسية إنقاذية تنطلق مع رئيس الجمهورية الجديد

أخبار البلد - Friday, January 10, 2025 6:11:00 AM

كارول سلوم-اللواء

 

 

ما قبل التاسع من كانون الثاني ٢٠٢٥ لن يكون كما بعده.. فهذه مرحلة رئيس الجمهورية المنتخب العماد جوزاف عون بعد عامين وشهرين من الشغور، ويعوّل عليها من الداخل والخارج في اندفاعة البلد السياسية والاقتصادية والقضائية والرقابية ومعالجة حصرية السلاح والتأكيد على حق الدولة في احتكار حمل هذا السلاح. 

لقد تقاطع الداخل بإستثناء بعض القوى السياسية والخارج على اسمه وبقي مرشحا قويا للرئاسة لكن تأييده كان ينتظر الفرصة المناسبة. 

أمس دخل الرئيس العماد القصر الجمهوري بعد خطاب شامل للقسم لم يترك فيه أي هاجس إلا وتطرق إليه ولا أي هم سياسي أو دستوري أو أمني أو مؤسساتي إلا وتناوله دون إطلاق الوعود هباء، كل ذلك انطلاقا من تجربة فريدة في المؤسسة العسكرية.

ماذا توحي هذه المرحلة؟ وكيف تترجم الحكومة هذا الخطاب السيادي للرئيس الجديد؟ ترى مصادر سياسية مطلعة عبر لـ«اللواء» أن عهدا رئاسيا جديدا انطلق ولا يشبه غيره من العهود نظرا إلى الأمل بإدارة جديدة للملفات المتراكمة عبَّر عنها الرئيس نفسه بعدما حاكى الشعب اللبناني والطبقة السياسية على اختلافها، وبالطبع لم يفُته تناول أي ملف سواءٌ كان يدرك أنه شائك أو خلافي أو لا، وتشير إلى أن هذا الخطاب يتطلب مواكبته حكوميا ونيابيا وسياسيا ضمن ورشة متكاملة قد تحتاج إلى الكثير من الصبر والتأني والحوار والتشاور إنما من دون مسايرة. صحيح ان البعض أقر سابقا بأنه ليس على دراية بمواقفه السياسية، لكن بدءا من الأمس أصبح الجميع يعرف توجهاته وخطة العمل تجاه الداخل والتعاطي مع الخارج وسياسة الحياد الإيجابي والمراهنة على لبنان والدولة التي تستثمر في جيشها وفق قوله.

 

وتفيد هذه المصادر أن الرئيس العماد على معرفة بحجم التحديات وبالذهنيات التي كانت تتحكم بالبلاد والاختبار الأول يكمن في عملية التفاهم مع رئيس الحكومة العتيد والفريق الوزاري وقبل ذلك في تأليف الحكومة الجديدة وإنجاز البيان الوزاري الذي من المرتقب أن يتماهى مع خطاب القسم أو أن يشكل مضمونه الأساسي، لافتة إلى هذا الخطاب المبكل من ألفه إلى يائه في القضايا الكبرى يتطلب أدوات تنفيذية له أيضا، فما قيل هو ميثاق جديد واستثنائي بعناوينه العريضة بعد أزمة الحكم والحكام التي أشار إليها ويتوافق مع التطورات التي سجلت، وفي الوقت نفسه هو رسالة اطمئنان إلى البعض بحيت لا استقواء لطرف على الآخر وما من غالب أو مغلوب. 

 

وتنفي هذه المصادر أن يكون هذا الانتخاب هو انتصار لفريق على حساب فريق آخر أو تهميش لفريق، وفي الأصل لم يرسل الرئيس عون إشارات في ذلك، متوقفا عند أولويات العمل في هذه المرحلة والتي تكاد تكون بحجم الوطن المنهك والذي أُنهك بشكل مضاعف بعد الحرب الاسرائيلية، اما صون اتفاق وقف إطلاق النار فسيكون من ضمن المتابعة الرئاسية، مؤكدة في الوقت نفسه أن هذا الملف بحد ذاته سيعهد إلى قائد جيش جديد يعينه مجلس الوزراء ولن يكون بعيدا عن خيار رئيس الجمهورية. 

وفي هذه المرحلة، يتركز العمل على تسهيل مهمة رئيس البلاد في إدارة الأمور وتطرح الأسئلة حول علاقاته مع الداخل وكيفية ترتيب بعضها مع قوى سياسية لم تمنحه التأييد أو الدعم وهل من ضمانات منحت للبعض، في حين أن الاجماع العربي والدولي على دوره يكفل له نجاح خارطة الطريق التي وضعها في خطابه، وهنا تتحدث المصادر أن مقومات هذه المرحلة حددت أيضا في كلامه وما عاهده أمام نواب الأمة والتي لم يخرج فيها عن خطوط عريضة مرسومة لتكلل عهده بالجدية وفق المصادر التي ترى أنه يوما بعد يوم تتظهَّر توجهات الرئيس وبرنامج عمله المقبل. 

فصل جديد مقبل على البلاد بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون ترقَّبه كثيرون ويتعاطون معه على اساس 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني