عون رئيساً.. بتوافق بين برّي والخماسيّة!
عون رئيساً.. بتوافق بين برّي والخماسيّة!

أخبار البلد - Friday, January 10, 2025 6:14:00 AM

حسن الدر-اللواء

لم يكن الاخراج لائقًا بدولة ذات سيادة، ولا بشعب قدّم ويقدّم أغلى التّضحيات على مذبح الوطن، ولا بقوى سياسيّة تدّعي السّيادة، كأنّ رسالة أريد تمريرها في الشّكل، لتفرض، في المضمون، واقعًا سياسيًّا كان عصيًّا فرضه بقوّة النّار في الحرب، لكنّ بريد عين التّينة لا يتلقّى رسائل ملغومة.

الخيارات ضيّقة ولا مجال للمناورة، الوزير باسيل ترك الثّنائي الوطني في آخر أشواط السّباق الرّئاسي، والوزير فرنجيّة انسحب انسجامًا مع قناعته السّابقة.

حصل العماد عون على تأييد الكتلة المسيحيّة الأكبر، وكان قد حاز تأييد غالبيّة النّوّاب السّنّة وسبق الجميع الوزير وليد جنبلاط بترشيح القائد.

بات الثّنائي الشّيعي أمام خيارين لا ثالث لهما: السّير مع الرّكب أو تعطيل الانتخاب.

في الخيار الأوّل محذور كبير، سيُعدّ هزيمة سياسيّة مدوية بعد حرب أريد منها شطبهم من المعادلة.

في الخيار الثّاني جريمة وطنيّة موصوفة بتعطيل انتخاب مرشّح لا مشكلة شخصيّة معه ويحظى بتأييد عربيّ ودوليّ سيضع لبنان على خطّ التّعافي من أزماته المتراكمة.

أمام هذين الخيارين وقف الجميع حائرًا، إلّا نبيه برّي، وهو الّذي يجوهر مع الأزمات وتقفز الأرانب بين يديه عندما تحتدم التّحديات

يُحكى بأنّه تعرّض لابتزاز ردّ عليه برفض قاطع، ولو كان ثمنه حجب أموال إعادة الإعمار وإبطاء تنفيذ بنود اتّفاق وقف إطلاق النّار، فنبيه برّي «بيحلاش ع الرّص».

شغّل المحنّك بفنون السّياسة وأسرار الرّئاسة محرّكاته الّتي بقيت تعمل حتّى ساعات الفجر الأولى، فانقلب المشهد لصالح الثّنائي دون أن يمسّ بالمصلحة الوطنيّة المتمثّلة بالتّوافق على انتخاب العماد عون. 

اعتمدت سياسية الغموض البنّاء قبل ليلة من موعد الانتخاب، تسرّبت سيناريوهات عدّة وافتراضات كثيرة حول كيفيّة الخروج من «المأزق» الكبير، والتزم نواب أمل-حزب لله الصّمت، ما خلا تصريح النائب حسن فضل لله الّذي نفى صدور أيّ موقف عن الثّنائي، وقال بأنّ الموقف سيظهر في صندوقة الاقتراع، وهكذا كان.

صوّت نوّاب الثّنائي بورقة بيضاء في الدّورة الأولى، وحصل العماد عون على 71 صوتًا من أصل 128 نائبًا كانوا جميعًا في قاعة المجلس.

وصلت رسالة برّي للجميع، في الدّاخل والخارج: «لسنا ضدّ التّوافق، ولسنا حرفًا ناقصًا».

رفعت الجلسة لمدّة ساعتين لمزيد من التّشاور، وبينما كان «السّياديّون» حائرين في كيفيّة تمضية السّاعتين، ذهب الرّئيس برّي لأداء صلاة الظّهر وذهب النّائبان علي حسن خليل ومحمّد رعد للقاء المرشّح الوحيد جوزيف عون.

 

كان لقاءً إيجابيًّا جدًّا، تحدّث رعد باستفاضة حول هواجس الثّنائي ورؤيته للمرحلة القادمة، وكان القائد متفّهمًا والنّقاش إيجابيًّا.

 

انتهى اللّقاء في المكان القريب من مجلس النّوّاب وعاد النّائبان قبل نهاية السّاعتين ليبلغا زملاءهما بالموافقة على انتخاب عون رئيسًا للجمهوريّة.

المشهد الأخير كما رآه المتابعون:

نبيه برّي الّذي دعا اللّبنانيين إلى الحوار ورفضوه تحاور مع ممثّلي الخماسيّة الرّئاسيّة، فيما اكتفى الباقون بالرّضوخ للضّغوطات منقلبين على مواقفهم الّتي لم يمضِ على بعضها ساعات قليلة.

حافظ نبيه برّي على ماء وجه الكرامة الوطنيّة وسيادة مجلس النّوّاب على نفسه، فيما خرج جبران باسيل صفر اليدين سياسيًّا وسمير جعجع مهزومًا سياديًّا.

أمّا نبيه برّي الّذي قيل فيه الكثير، وممّا قيل فيه: المايسترو والمحنّك والخبير والحكيم والأستاذ، فكان كلّها يوم أمس، وأكثر.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني