أنطوان غطاس صعب
بات واضحاً أن الإستحقاق الرئاسي بحاجة إلى بعض الوقت كي ينضج، وبمعنى أوضح، أن إنتخاب الرئيس قد لا يحصل في التاسع من كانون الثاني، وربما الجلسة برمّتها تطير، ليُصار إلى تعيين جلسة أخرى عندما تسمح الظروف الداخلية والإقليمية والدولية، بإعتبار أن الثنائي الشيعي قال كلمته، بأنه مُتمسّك حتى الساعة بالنائب السابق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ، في حين أن الأخذ والردّ بين الرئيس نبيه بري وبقية الأفرقاء يتناول إمكانية تعديل الدّستور لإنتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية.
والسؤال المطروح هل إذا كان هناك ضغوطات دولية وتحديداً أميركية ، حيث واشنطن تريد قائد الجيش، وسعودية التي توجّه إليها العماد عون،فهل سيقبل بري ويسير بهذا الخيار أم أنه سيرفضه؟ وما حقيقة رفض حزب الله ؟
هنا ينقل بأن سيف العقوبات يلوح على كلّ من يعطل الإستحقاق الرئاسي أو أي مسألة أخرى، فما بعد 27 أيلول المنصرم وحرب غزة، وكذلك بعد سقوط النظام السوري ليس كما قبله على الأطلاق حول كل العناوين والإستحقاقات في لبنان، لذلك على البعض أن يعي مخاطر الإقدام على أي تعطيل جديد، إنما واشنطن تتمهل وتتريّث إلى حين أن يتسلّم الرئيس المنتخب دونالد ترامب مقاليد السلطة وعندها يبنى على الشيء مقتضاه، وبمعنى أوضح، ترامب بعدما نقل مستشاره لشؤون الشرق الأوسط والقضايا العربية مسعد بولس بأن من صبر سنتين بإمكانه أن يصبر شهرين إضافيين، فمرد ذلك أن الرئيس الأميركي الجديد هو من سيختار الرئيس ، فعلى هذه الخلفية قد يكون الرئيس نبيه بري من خلال التلويح بعدم انتخاب العماد جوزيف عون أو تعديل الدستور، فذلك يأتي في إطار المناورة السياسية ليكسب ما يريده، لذا يريد ضمانات وسوى ذلك من الرئيس العتيد، وبناء عليه، ليس من أي شيء نهائي، لكن المؤكد أن الرئيس لن ينتخب في التاسع من كانون الثاني المقبل في ظل الخلافات المتفاقمة، بما في ذلك استمرار حزب الله تمسكه بفرنجية عبر ما يشير إليه أحد كبار مسؤوليه، والأمر عينه ينسحب على التيار الوطني الحر الذي لم يُعرف مرشّحه الحقيقي، لذلك ثمة إعادة خلط للأوراق، لكن بالمحصلة فذلك سيأتي ضمن ضغوطات دولية في وقت ليس ببعيد، إلى أن تنجلي الصورة، وهذا يكون عندما يصل ترامب إلى المكتب البيضاوي.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا