مايز عبيد
نداء الوطن
لا ينسى أبناء الشمال أن يفرحوا بالميلاد بالرغم من الظروف التي يمر بها وطنهم، الخارج من حرب مدمّرة للتو، ومن الظروف التي يمر بها الإقليم الملتهب من حولهم. وبالتالي لم تمنع هذه الظروف عنهم هذه الفرحة التي تشكّل بالنسبة إليهم فرصة للتغيير المنتظر والذي تلمع بشائره في لبنان وسوريا.
ففي عكار وطرابلس يستعدّ الأهالي والعائلات للاحتفال بعيد الميلاد؛ واستقبال رأس السنة الميلادية، بالأمل والرجاء. وتزيّنت الكنائس في عدد من القرى والبلدات. أما في ساحة التل في طرابلس، على عكس ما كان يحصل في سنوات ماضية، ولأسباب مادية تمر بها البلديات طبعاً، لم تطل زينة الأعياد. لكنّ ذلك لم يمنع قسماً كبيراً من الأهالي من إظهار أجواء الاحتفال، وإضاءة أشجار الميلاد ووضع الزينة في المنازل ما أمكن.
بحسب السيدة لورا جريج من عكار، فإنّ هناك ضرورة أن يعيش الأطفال أجواء العيد وأن يفرحوا بها. وتضيف: "إن تكاليف تزيين شجرة في البيت ليست سهلة في هذه الظروف، وليس باستطاعة جميع العائلات ولكنها طقوس مهمة وضرورية، لكي نُشعر الأطفال بفرحة العيد". وقالت: "ربما نحن الكبار لا نكترث كثيراً. لكن الأطفال ليس لهم ذنب بما يجري. ومن الواجب علينا أن نزرع أمامهم الفرح والمحبة والطمأنينة والسلام".
لنعش الميلاد بقلوبنا
"مظاهر الزينة الخارجية للفرح بالميلاد مهمة ولكن الأهم أن نعيش الميلاد بقلوبنا"، هذا ما يقوله النائب الأسقفي الماروني العام في عكّار الخوراسقف الياس جرجس لـ "نداء الوطن". ويضيف: "ننظر إلى المتغيّرات من حولنا ونتمنى أن تنعكس على وطننا وعلى جارتنا سوريا، بكل الأمل والخير والازدهار والغد المشرق".
وعلمت "نداء الوطن" بأنّ العظات الميلادية في كنائس الشمال ستكون دعوات للمحبة والوحدة، ومساحات من التضرّع إلى الله من أجل خلاص لبنان من أزماته والعبور به إلى رحاب بناء الدولة، بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية يكون مخلّصاً وتشكيل حكومة تضع البلاد على سكة الإنقاذ والتعافي.
ينظر الأهالي شمالاً إلى ما يجري في سوريا من أحداث؛ لا سيما منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد؛ على أنه أملٌ ورجاء، وتباشير طيّبة يحملها معه عيد الميلاد والعام الجديد. هذه التباشير بالنسبة إليهم كلها خير. ومن المؤكد أنها ستنعكس مزيداً من الإيجابيات في العام القادم. وهم يتطلّعون إلى علاقات سويّة بين لبنان وسوريا، علاقات من دولة إلى دولة بكل ندية ومسؤولية وطنية. كما يتطلّعون إلى العام المقبل أن يحمل إليهم في بداياته التباشير بخروج الدخان الأبيض من مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل.