لم يتوقف العدو الاسرائيلي عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار، سواءً باستمرار استهداف السيارات والدراجات النارية، كما بنسف وتدمير مبانٍ ومنازل بأكملها في قرى حدودية وغيرها من الخروقات، في وقت كثرت المطالبات اللبنانية لاسيما للمجتمع الدولي ولجنة مراقبة وقف إطلاق النار داعيةً الى ضرورة وضع حد لما يحصل.
وقد سجل اليوم أيضًا خرقًا خطيرًا لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث قال الجيش الإسرائيلي إن "مواطنين إسرائيليين عبروا الحدود إلى لبنان ونصبوا خيامًا في منطقة مارون الراس".
وفي ختام جلسة مجلس الوزراء التي عقدت أمس، أشار وزير الاعلام زياد المكاري الى أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي استهل الجلسة بكلمة لفت فيها نظر لجنة المراقبة والسفراء إلى وجوب وقف الخروقات الإسرائيلية غير المقبولة، كما أشار الى أنه سيعقد اجتماع للجنة المراقبة في الناقورة اليوم للنظر في هذا الموضوع ووضع حد للخروقات الاسرائيلية.
في هذا السياق، أشار منسق الحكومة السابق لدى اليونيفيل ورئيس المحكمة العسكرية السابق العميد منير شحادة في حديث لـvdlnews الى أن "اجتماع اللجنة المراقبة اليوم قابله دخول مستعمرين إسرائيليين ونصبهم الخيام في منطقة مارون الراس، في تصرف استفزازي خطير من قبل العدو الاسرائيلي، وهو يدل على أن إسرائيل لا تلتزم لا بقرارات دولية ولا باتفاقات ولا بتعهدات، فإسرائيل لا تفهم الا بالقوة".
وتابع شحادة في حديث لموقعنا: "ما أراه من خروقات مستمرة منذ بدء مفعول وقف إطلاق النار وحتى اليوم هو استكمال للتعنت الاسرائيلي بتنفيذ ما تصبو اليه من دون الرجوع الى أي اتفاقات أو احترام اي قرارات دولية أو اي تعهدات من قبل الدول الراعية لهذا الاتفاق".
وأضاف: "أعتقد أن هذه الخروقات سوف تستمر حتى بلوغ مهلة الـ60 يومًا، فإذا كانت إسرائيل قد انسحبت خلال 60 يومًا فيجب أن تتوقف عن القيام بهذه الخروقات، واذا لم تنسحب فسيكون هناك تصرف آخر أعتقد من قبل المقاومة، ولكن في هذه المرحلة، ومنذ بداية الاتفاق وحتى اليوم، المقاومة تترك المجال للمسؤولين السياسيين اللبنانيين وللدولة الراعية لهذا الاتفاق أي الولايات المتحدة الاميركية وللجيش اللبناني أن يقوموا بواجباتهم تجاه هذه الخروقات".
ولفت شحادة الى أنه "في ما يتعلق بمناشدة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لأميركا ولدول أوروبية وللمجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف هذه الخروقات المستفزة وخاصة ما حصل اليوم، أنا أعتقد أن إسرائيل لن تستجيب لأي ضغط"، معيدًا التأكيد على أن "إسرائيل لا تفهم الا بالقوة، وذلك خاصة بعد سقوط النظام في سوريا، حيث ازدادت تعنتًا وعربدةً في لبنان وما حصل اليوم هو تصرف خطير جدًا من قبل إسرائيل، وعلى المعنيين في لبنان وفي الخارج أن يقوموا باستعجال سحب هذه الخيم من الاراضي اللبنانية".
كما اعتقد "أننا مقبلون على مشكلة كبيرة في حال استمر هذا الخرق من قبل مستوطنين إسرائيليين".
وأشار شحادة الى أنه "على اللجنة التي شكلت برئاسة الجنرال الاميركي أن تكون لديها قدرة على الضغط على إسرائيل لوقف هذه الخروقات، أما إذا استمرت هذه الاخيرة فلا اعتقد أن المقاومة سوف تبقى مكتوفة الايدي، وفي الايام القليلة المقبلة سوف ينجلي كل هذا الغموض في حال استمر".