تعتبر فترة الأعياد، بما فيها عيد الميلاد ورأس السنة، من أهم المواسم السياحية في لبنان، حيث يتوافد الزوار من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بأجواء الاحتفالات الفريدة التي تجمع بين التقاليد المسيحية والإسلامية. من المدن التي تتزين بالأضواء والزينة، إلى الأسواق الميلادية التي تعرض الهدايا والتذكارات، يظل لبنان وجهة مثالية للمسافرين الذين يرغبون في الاستمتاع بالأجواء الاحتفالية، إضافة إلى تجربة المأكولات اللبنانية الشهية والمغامرات الشتوية في المناطق الجبلية.
ولكن، في السنوات الأخيرة، شهد القطاع السياحي في لبنان تراجعًا ملحوظًا نتيجة الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية الصعبة والحرب الأخيرة التي يمر بها البلد. أدت هذه العوامل إلى انخفاض كبير في أعداد السياح القادمين إلى لبنان خلال موسم الأعياد. هذا التراجع انعكس على الفنادق والمطاعم والفعاليات السياحية التي كانت تعرف ازدحامًا في مثل هذه الفترات. فكيف هي الحركة السياحية لهذه السنة؟
الحركة بطيئة والأسباب متعددة
وفي حديث لـ Vdlnews، قال نقيب الفنادق في لبنان، بيار الأشقر، إن "الحركة بطيئة والأسباب متعددة. صحيح أن الحرب قد توقفت، إلا أنها كانت العدو الأول للسياحة في البلاد".
وأضاف: "لا تزال هناك انتهاكات إسرائيلية، والأحداث التي نشأت في سوريا قد أثرت قليلاً وغيرت بعض الأمور في السياسة".
وتابع: "الوضع قد تغير اليوم، وفي الوقت ذاته، فإن شركات الطيران التي بدأت بالقدوم إلى لبنان غير كافية لنقل الأعداد الكبيرة من اللبنانيين المغتربين الموجودين في الخارج".
الأسعار مرتفعة
وأشار الأشقر إلى أن: "هناك نوع من الكلفة فرضتها الشركات الأجنبية للمجيء إلى لبنان بأسعار مرتفعة أكثر من اللازم، وأصبحت العائلة التي كانت قد قررت المجيء من البلدان البعيدة مثل كندا وأستراليا تلغي رحلاتها بسبب ارتفاع أسعار تذاكر السفر، التي تخطت ما هو مقبول".
وأكمل: "جميع الحفلات الكبيرة التي كانت تقام في لبنان في الماضي قد اختفت اليوم، وهذه العوامل التي تحدثنا عنها تمنع السياحة في لبنان من الانطلاق كما نريد".
المكتوب يُقرأ من عنوانه
"ورأى الأشقر أننا أصبحنا قريبين من الأعياد، والمكتوب يُقرأ من عنوانه. فالتحسن سيكون محدودًا جدًا. اذ هناك قضايا سياسية مهمة بالنسبة لنا، مثل المصالحة مع الخليج العربي، وهذه المصالحة لن تتحقق قبل عيد الميلاد، بل ستكون ممكنة عندما يُنتخب رئيس للجمهورية، وتُشكل حكومة إنقاذية، ويتم تنفيذ الإصلاحات اللازمة في البلد."
وأردف حول إمكانية ان نشهد حلولا سريعة: "القضايا السياسية كانت موجودة عندما قررت الدول العربية منع رعاياها من المجيء إلى لبنان، ومن ثم جاءت التوصيات الأوروبية التي طلبت من رعاياها عدم المجيء إلى لبنان. فمنذ الآن وحتى الأعياد، لا تستطيع الدول إلغاء منع السفر إلى لبنان، ولن يكون هناك مصالحة مع الدول العربية في الوقت الحالي".