هدنة الستين
هدنة الستين

رأي منير- تعليق على الأحداث مع منير الحافي - Thursday, November 28, 2024 10:31:00 AM

الإعلامي منير الحافي
 
لمتابعة الكاتب:
@mounirhafi
X, Facebook, Instagram
 

الحمدلله على سلامتكم مستمعيي الكرام. في بيروت والضاحية، والجنوب والبقاع والجبل والشمال، أينما كنتم. لقد عشنا جميعاً حرباً فتاكة على اللبنانيين، لم ترحم بشراً ولم توفر حجراً، منذ الثامن من تشرين الأول أوكتوبر ٢٠٢٣. وقد اشتدت لتطال كل لبنان منذ تفجيرات البايجرز في ١٧ أيلول الماضي حتى أمس الأربعاء، السابع والعشرين من تشرين الثاني. خمسة وستون يوماً عاشها اللبنانيون تحت ضغط الاغتيالات والتفجيرات والقصف من السماء والبحر والأرض. أيام لن ننساها، لحرب أحرقت الجنوب والبقاع الشمالي والضاحية الجنوبية، ودمّرت بيوتاً في بيروت والشمال والجبل. كل لبنان عانى الحرب. وبلغ عدد الشهداء حوالى أربعة آلاف شهيد والجرحى ناهزوا الستة عشر ألفاً! رقم كبير لبلد صغير. إسرائيل لا تعرف الإنسانية لكن علينا أن نتعلم الدروس.

بعد أي تجربة، على المرء أن يدرسها ويتعلم منها، ويتجنب الأخطاء التي قام بها ويستفيد من الصواب الذي قام به. فأين أصاب الحزب وأين أخطأ؟ وأين أصابت دولة لبنان وأين أخطأت؟

في ٨ تشرين الأول ٢٠٢٣ بدأ حزب الله «حرب الإسناد» لغزة ضد إسرائيل. وانتهت هذه المرحلة بهدنة الستين يوماً فجر أمس الأربعاء، السابع والعشرين من تشرين الثاني ٢٠٢٤ : ٤١٦ يوماً بنهاراتها ولياليها.

لنبدأ بالاعتراف لحزب الله، بأنه الجهة الوحيدة في لبنان والعالم العربي الذي بادر بحرب إسناد لغزة تبعه فيما بعد الحوثيون في اليمن وبعض الجماعات المتفرقة في العراق. حزب الله الشيعي ساند حماس السنية. هناك من يقول إن ذلك حصل بطلب من إيران. لا نعلم. لكن ما نعلمه أن الحزب دخل حرباً لأجل حماس ومشاغلة إسرائيل.

ونريد أن نقول الحق، إن مقاتلي حزب الله في الجنوب ضد الجيش الإسرائيلي، يقاتلون بشجاعة وقناعة دفاعاً عن أرضهم. إرتقى منهم شهداء وجُرح منهم المئات. نحترم تضحياتهم وعلى كل لبناني أن يقدّر شجاعتهم.

في المقابل، لبنان كله يطلب من حزب الله أن يفكّر حقيقة بالأرباح التي جناها والخسائر التي تكبدها، ومعه لبنان. هذا الأمر يتم بحثه بهدوء ومن دون مكابرة ومن دون أي أفكار مسبقة. ماذا ربح الحزب؟ ماذا خسر؟ ماذا ربح لبنان؟ وماذا خسر؟

قد يقول قائل إن الشهادة بحد ذاتها هي ربح، وهذا نحترمه. إن قتال إسرائيل هو واجب شرعي، وهذا نحترمه. لكن لا يستطيع حزب الله أن يقرر لوحده إدخال لبنان في حرب لا يريدها ولا يقدر عليها. لبنان لوحده يقاتل عن الأمتين العربية والإسلامية. إيران، راعية «محور المقاومة» لا تتدخل في القتال مباشرة بل تقاتل بغيرها، وكذلك سوريا والعراق وباقي الأمتين. وحده لبنان يدخل حرب إسناد. أمر يحتاج إلى تفكير. يحتاج الأمر إلى حوار قبل أي قرار. وكما كررنا كثيراً، الدولة هي صاحبة أي قرار سلماً أو حرباً.

أما وقد دخلنا فترة الهدنة لمدة ستين يوماً لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحزب، فكيف نستفيد من هذه الفترة، كي نحقق الآتي:

  • تحويلَ الهدنة إلى وقف نهائي لإطلاق النار
  • انتخابَ رئيس جمهورية للبنان كي يكون مقدمة لإعادة تنظيم هيكلية الدولة
  • إعادة تقوية الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية كي تقوم بدورها في حماية الجنوب والحدود، وحماية الداخل اللبناني
  • تنظيم وجود النازحين السوريين في لبنان
  • الاستفادة من دعم الأشقاء والأصدقاء لإعادة إعمار المدن والقرى والحارات المهدّمة في الجنوب والضاحية والبقاع وبيروت وباقي المناطق
  • المصالحة مع العرب الذين خاصمهم حزب الله وخاصموه، إثر مشاركته في حرب سوريا واليمن والعراق وغيرها
  • التأكيد مرة أخيرة أن قرار الحرب والسلم يتخذه لبنان الرسمي عبر مؤسساته الرسمية في مجلس النواب ومجلس الوزراء وبحضور رئيس منتخب للجمهورية.
  • أن تكون هذه الحرب بين إسرائيل وحزب الله، آخر حرب تمرّ على لبنان، وإلا فإنها إن استمرت فستكون قاضية على لبنان. والليلة الأخيرة التي سبقت تطبيق اتفاق وقف النار كانت خير دليل على أن الإسرائيلي لا يميز بين بيروت العاصمة، والجنوب وباقي المناطق.
على كل اللبنانيين أن يتعلموا من تجاربهم. وهذا مطلوب من حزب الله قبل غيره.
 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني