الإعلامي منير الحافي
لمتابعة الكاتب:
@mounirhafi
X, Facebook, Instagram
يختلف اللبنانيون في لفظ اسم هوكشتين. منهم من يسميه: عاموس. وآخرون: آموس. البعض يلفظ عائلته هوكستين والبعض الآخر هوكشتين. سأسميه في هذه الحلقة هوكشتاين على وزن آينشتاين.
كان آلبرت آينشتاين عالماً يهودي الديانة من أصول ألمانية. هاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية بسبب اضطهاد اليهود في بلاده وبرع في علم الفيزياء. من أهم إنجازاته قانون النسبية الذي كان المدخل إلى علم الفيزياء الحديثة.
صديقنا الحديث، هوكشتاين، هو موفد الرئيس الأميركي المغادر جو بايدن لشؤون الطاقة والسياسة اللبنانية الإسرائيلية. وغني عن القول أن هوكشتاين يهودي الديانة ويحمل الجنسية الإسرائيلية، وخدم في الجيش الإسرائيلي ما بين العامين ١٩٩٢ و١٩٩٥. وصراحة لا يعنينا نحن اللبنانيين، مهما كان دينه أو عرقه المهم أن يكون وسيطاً نزيهاً. أتى الرجل إلى لبنان عدة مرات وساهم في توقيع اتفاقية الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل في ٢٧ من تشرين الأول عام ٢٠٢٢. يومها اشتغل الرجل على خط بيروت-تل أبيب بالتنسيق مع عاصمته واشنطن وعدد من العواصم وصولاً إلى ما سمي اتفاقاً تاريخياً. ورغم أن البعض في لبنان اعتبر الاتفاق، ينتقص من الحقوق اللبنانية إلا أن هوكشتاين قال يومها إن الاتفاق سيساعد على تحقيق الاستقرار في المنطقة، وأن الطرفين سيمضيان في تحقيق الاتفاق واحترامه.
في الحقيقة، إحترم كل من الحزب وإسرائيل الاتفاق البحري. لكن ما لم يتم تحقيقه بحسب نبوءة هوكشتاين، هو الاستقرار في المنطقة. فقد حصلت عملية طوفان الأقصى في السابع من أوكتوبر بعد سنة أي في عام ٢٠٢٣، ودخل حزب الله طرفاً في «مساندة غزة». ومنذ الثامن من أوكتوبر حتى كتابة هذه السطور يعاني لبنان، الشعب والدولة، كما المقاومة من ويلات العدوان الإسرائيلي.
أعلن هوكشتاين من عين التينة أنه أتى إلى لبنان أكثر من سبع مرات ليطلب من الرئيس نبيه بري أن ينقل لحزب الله أن عليه تطبيق القرار ١٧٠١. ضاع من لبنان سنوات من دون تطبيق القرار الأممي. وهنا أسارع إلى لوم إسرائيل قبل الحزب. إسرائيل هي التي خرقت القرار ١٧٠١ آلاف المرات وقامت بطلعات جوية وبحرية وتقدمت برياً في بعض النقاط. وهذا مسجل لدى الأمم المتحدة. في المقابل، لم يكن لدى حزب الله النية سابقاً في تطبيق القرار ١٧٠١، وهذا ما لاحظه هوكشتاين وعبّر عنه.
في الزيارة الأخيرة، التي أنهاها هوكشتاين الأربعاء مساء متوجهاً إلى إسرائيل يبدو أنه لمس فيها قبولاً من الحزب ومن الدولة ممثلة بالرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي بأن لبنان مستعد لتطبيق القرار الأممي بكل مندرجاته. منسوب التفاؤل حتى كتابة هذه الحلقة مرتفع في بيروت. هوكشتاين قال: سنسير خطوة خطوة ونعمل عن كثب مع الإدارة في لبنان وإسرائيل وسنطلع الجمهور على النتائج.
سياسة الخطوة خطوة هي الدبلوماسية التي اتبعها هوكشتاين. وقيل إنه كان في كل نقطة يبحثها مع الرئيس بري يتصل بتل أبيب بطريقته ويأخذ موافقة إسرائيل عليها كي ينتقل إلى النقطة التالية. هوكشتاين ال«كول» يعني الرايق، لم يغادر بيروت إلا بعد أن أرسل رسالة لطيفة أيضاً للبنانيين. شرب القهوة في مقهى «سترباكس» الأميركي الهوية، والمملوك من لبناني هنا، والذي يقاطعه عدد كبير من اللبنانيين بسبب اتهامات بدعم الشركة الأم في أميركا، لإسرائيل مالياً. لا يهم. ما يهمنا من سعادة المبعوث الأميركي، أن ينجز الاتفاق مشكوراً مع إدارة بايدن قبل أن تأتي إدارة جديدة هي إدارة ترامب – تو في ٢٠ كانون الثاني المقبل. هناك من يقول إن ترامب لن يكون «لطيفاً» مثل بايدن. سيكون هوكشتاين، آينشتاين إذا استطاع أن يقنع بنيامين نتنياهو بتوقيع الاتفاق مع لبنان.