بعد الغارات المكثفة والعنيفة على لبنان، تم الاعلان عن التوصل الى وقف إطلاق نار ودخل هذا الأخير حيز التنفيذ. وكان لافتًا أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في كلمة أمس أن "الاتفاق يتيح لإسرائيل "حرية الحركة" في مواجهة أي خرق"، والرئيس الاميركي جو بادين قال في كلمته أمس إنه "إذا خرق الحزب الاتفاق فإن إسرائيل تملك حق الدفاع عن نفسها"، فيما بنود الاتفاق تعطي لكل من لبنان وإسرائيل حق الدفاع عن النفس. وعلى خط موازٍ، يبدو أن المساعي لإعادة تفعيل الملفات السياسية المحلية العالقة لاسيما انتخاب رئيس جمهورية عادت الى الواجهة من جديد مع الزيارة المرتقبة للموفد الفرنسي جان ايف لودريان كما دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى "إعادة الحياة للمؤسسات الدستورية مع انتخاب رئيس للجمهورية".
في هذا السياق، أشار المحلل السياسي نضال السبع في حديث لـvdlnews الى أن "هناك نصًا يؤكد على أنه يحق لكلي الطرفين الدفاع عن النفس متى استدعت الحاجة ذلك، والطرفان المقصود بهما هما إسرائيل والجيش اللبناني وليس حزب الله، وبما أن الجيش اللبناني عمليًا على مدى سنة وشهرين أو ثلاثة لم يرد على الاسرائيليين، فبالطبع لن يكون هناك عمليًا رد لبناني، ولكن أيضا هذا البند يفتح الباب أمام الاسرائيليين للقيام بعمليات واستهداف الاراضي اللبنانية".
ولفت السبع في حديث لموقعنا الى أن "هناك نصًا ورد أيضًا عن تشكيل لجنة، فإلى اللجنة الثلاثية يضاف الولايات المتحدة والفرنسيين، وبالتالي نحن الآن نذهب الى آلية تقوم على أنه في حال تواردت معلومات الى الاسرائيليين عن قيام حزب الله بتعزيز قدراته التسليحية والصاروخية، يقوم الاسرائيليون بإبلاغ اللجنة أي الجانب الاميركي والأخير يبلغ الجيش اللبناني، وفي حال لم يقم الجيش اللبناني بمداهمة هذا المكان أو إيقاف شحنة السلاح على سبيل المثال، يقوم الاسرائيليون عندها باستهداف هذا الموقع، وهذا ما كان يقصده نتنياهو وهو ما أكده بايدن أيضًا".
وعن التطورات أو الخطوات التي قد نشهدها في المرحلة المقبلة، قال السبع: "كان من اللافت في الخطاب الاخير للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حديثه عن أمرين: الأول هو دعم اتفاق الطائف والثاني تسهيل حزب الله لانتخاب رئيس للجمهورية، ويبدو أن هذا الحديث لم يأتِ عرضًا بل يبدو أنه كان كجزء من مفاوضات التسوية التي شهدناها الآن".
وتابع: "اعتقد أننا سنشهد في المرحلة المقبلة حراكًا باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية كما أعتقد أن هذا الاستحقاق سوف يتم قبل نهاية هذا العام".
وأشار الى أنه "كان من اللافت حديث الرئيس نبيه بري عن انتخاب رئيس وسطي ولا يشكل استفزازًا، ويبدو أننا نتجه الى تسوية داخلية لبنانية برعاية أميركية فرنسية، فزيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان تأتي في هذا الاطار"، مضيفًا: "علينا ان نتذكر جيدًا أنه في الاجتماع الأخير للجنة الخماسية والذي عقد في السفارة الفرنسية طرح موضوع تطبيق القرار 1701 وإنجاز التسوية الرئاسية وانتخاب رئيس بموعد أقصاه نهاية هذا العام".
واعتقد السبع أنه "سيكون هناك حراك داخلي لبناني، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية لا يزال متمسكًا بترشيحه ويعتبر أن الثنائي الشيعي لا يزال يدعمه، وهناك أيضًا مرشحين آخرين كاللواء الياس البيسري الذي يحظى باحترام وتقدير داخل المجتمع اللبناني ومن كل الاطراف، سواءً من 8 أو 14 آذار وهو ذو خلفية عسكرية، وبالتالي أعتقد أن اسمه ربما يكون متصدرًا في هذه المرحلة".