في ظل الأزمات المتتالية التي تعصف بلبنان، تبدو الحاجة ماسة إلى التفاهم بين مختلف الأطراف الداخلية والخارجية للوصول إلى حلول مستدامة وسط التعقيدات المستمرة وتظل المخاوف قائمة حول مستقبل لبنان الداخلي وآفاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
في هذا السياق أكد المحلل السياسي وجدي العريضي في حديث لـVDLNews أن "التنسيق بين جميع الأطراف اللبنانية، وليس فريقاً واحداً فقط، هو السبيل الوحيد للوصول إلى وقف إطلاق النار، رغم التعقيدات التي فرضتها الظروف السياسية الحالية، أبرزها غياب رئيس للجمهورية".
وأشار الى أن "الدستور اللبناني يجيز للحكومة مجتمعة أن تقرّ أي اتفاق وتُحيله إلى المجلس النيابي، إلا أن الرئيس نبيه بري، وهو مفوض من قبل حزب الله، يتطلب التفاهم الشامل بين الأطراف كافة".
ورأى أنه "لا بد من اطلاع الجميع على حيثيات ومدرجات أي اتفاق، لتجنب أي عرقلة سياسية داخلية قد تزيد من الانقسام".
وأضاف "الولايات المتحدة وفرنسا هما الفاعلان الرئيسيان في هذا الإطار".
وأشار العريضي إلى أن "الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب التزم بوعوده تجاه لبنان خلال حملاته الانتخابية، فيما الموفد الأميركي آموس هوكشتاين نسق مع الإدارة الحالية للرئيس جو بايدن حول هذا الملف".
واعتبر ان "في المقابل، تبرز إيران كداعم استراتيجي لحزب الله، مما يجعل أي اتفاق خاضعاً لإرادة دولية بقيادة الولايات المتحدة، التي تُعتبر "الراعي العالمي" للتوازنات الإقليمية".
كما وشدد العريضي على ضرورة كسر فكرة أن الجيش غير قادر على تحمل المسؤوليات الأمنية والعسكرية".
وتابع: "الجيش اللبناني وقف في وجه إسرائيل في الستينيات والسبعينيات، وهو الضمانة للأمن والاستقرار. كما دعا إلى العودة إلى اتفاق الطائف، وخصوصاً البنود المتعلقة بسلاح الميليشيات".
وقال العريضي: "وجود إجماع دولي على دعم الجيش ليقوم بمهامه وفق القرار 1701".
واردف: "الحديث عن وضع فيتو على قائد الجيش العماد جوزيف عون غير دقيق، إذا كانت هناك تسوية شاملة تشمل مختلف الأطراف".
وأكمل: "اللواء إلياس البيسري، مدير عام الأمن العام بالإنابة، رغم كفاءته الإدارية، ليس معنيًا بملف الرئاسة، وإنما يقوم بدوره في إدارة الأمن على الحدود. وطرح أسماء أخرى بدأت تتداول، مثل النائب فريد البستاني والنائب نعمة أفرام، التي اقترحتها أطراف مختلفة بما فيها بكركي".
وختم العريضي: لضرورة تحول حزب الله إلى حزب سياسي كامل، مع الحفاظ على سيادة الدولة اللبنانية ووحدتها ولجنة الإشراف والمتابعة التي تضم أميركا وفرنسا وقوات اليونيفيل، قد تكون بداية لدمج الحزب في الحياة السياسية، مع مراعاة موقف الممثل الإيراني السيد علي لاريجاني".