الإعلامي منير الحافي
لمتابعة الكاتب:
@mounirhafi
X, Facebook, Instagram
لعلّ اجتماع ممثلي أكثر من خمسين دولةً عربية وإسلامية في العاصمة السعودية الرياض الإثنين الحادي عشر من تشرين الثاني، يصل صداه هذه المرة إلى أسماع العالم المؤثر على إسرائيل. هل يصل؟ ثلث العالم هم العرب والمسلمون، لكنّ إسرائيل لا يوقفها أحد. هذا هو الواقع مهما حاولنا أن نتغاضى عنه، أو نتناساه.
بدعوة من السعودية إجتمع ملوك ورؤساء وممثلو دول عربية وإسلامية في محاولة متجددة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان. وأتت القمة امتداداً للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي عُقدت في الرياض في تشرين الثاني من العام ٢٠٢٣. وكانت قمة العام الماضي قد قررت إنشاء مجموعة اتصال بشأن غزة، تضم السعودية وتركيا ومصر والأردن وقطر وفلسطين وأندونيسيا ونيجيريا. وحاولت مجموعة الاتصال العمل على وقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة والتوصل إلى حل الدولتين. لكن كل هذه الجهود لم تصل إلى نتيجة. سنة مرّت، آلاف الشهداء، آلاف الجرحى والمفقودين والمشردين. انضم لبنان بشكل واسع إلى الحرب مع إسرائيل في السابع عشر من أيلول الماضي، لتتحول الحرب من حرب إسناد لغزة إلى حرب خاصة، مستقلة، موسعة بين إسرائيل وحزب الله.. ولبنان. خلال هذه السنة إستمرت الحرب إذاً، وتوسعت ولم تنفع كل المحاولات العربية والإسلامية بل حتى الأميركية لوقفها أو حتى أخذ هدنة إنسانية في غزة، ولبنان.
لكن لا بدّ من التوقف عند بعض ملاحظات القمة الإسلامية التي ترأسها الأمير محمد بن سلمان قبل أيام. في الشكل، يتم التعويل دائماً على الصورة في القمم. الصورة الجامعة أفضل من التفرقة. وجمع المسـؤولين أفضل من تفرّقهم. إضافة إلى ذلك، فإن اللقاءات الجانبية على هامش القمة، دائماً ما تكون مفيدة في الخاص والعام.
البيان الختامي للقمة، وإن كانت إسرائيل، لن تلتزم به، غير أنّه جمع كلمة العرب والمسلمين مرة أخرى، على ضرورة التزام الكيان بوقف إطلاق النار في غزة. وطالبت القمة مجلس الأمن الدولي إصدار قرار ملزم لوقف إطلاق النار وإدخالَ المساعدات الإنسانية فوراً إلى القطاع.
وفيما يتعلق بلبنان، أدانت القمة العدوان الاسرائيلي المتمادي والمتواصل على لبنان وانتهاك سيادته، ودعت الى وقف فوري لإطلاق النار، والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم ١٧٠١ . كما أدانت الاستهداف المتعمّد للجيش اللبناني، الذي أدى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوفه. كما دان المجتمعون بشدة قتل المدنيين والتدمير الممنهج للمناطق السكنية والتهجير القسري للأشخاص، وكذلك استهداف اليونيفيل. وأكدوا على دعم المؤسسات الدستورية اللبنانية في ممارسة سلطتها وبسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها. مشددين على دعم القوات المسلحة اللبنانية باعتبارها الضامنة لوحدة لبنان واستقراره، وعلى أهمية الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل الحكومة استناداً لأحكام الدستور اللبناني. من أهم القرارات التي اتخذتها القمة العربية-الإسلامية، أنها صعّدت ضد إسرائيل. قرر القادة بدء العمل على حشد الدعم الدولي لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تمهيداً لتقديم مشروع قرار مشترك للجمعية العامة، على أساس انتهاكاتها لميثاق الأمم المتحدة، وتهديدها للأمن والسلم الدوليين، وعدم وفائها بالتزامات عضويتها في الأمم المتحدة. كما قرروا مطالبة جميع الدول بحظر تصدير أو نقل الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل. كذلك حثوا المحكمة الجنائية الدولية على سرعة إصدار مذكرات اعتقال بحق المسؤولين المدنيين والعسكريين الإسرائيليين لارتكابهم جرائم تقع ضمن اختصاص المحكمة، ضد الشعب الفلسطيني.
العالم الإسلامي اجتمع وقرر. العالم كله ينظر إلى ما يجري في غزة ولبنان عبر التلفزيون. متى يتدخل أهل الإنسانية لوقف الحرب على المدنيين؟! صراحة، شبع أهل غزة ولبنان من المناشدات. يريدون أن يروا أفعالاً.