انعقدت القمة العربية الإسلامية غير العادية في الرياض بحضور الرؤساء العرب وكان لافتاً التقارب بين الدول العربية وموقفهم الموحد من خلال الرؤى المشتركة للأولويات وأهمها ضرورة وقف الحرب في غزة ولبنان، مع إدانة لسياسة "الإبادة الجماعية" الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وتأكيد وجوب التوصل إلى تحقيق حل الدولتين لإنجاز عملية السلام.
واتت هذه القمة قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض في 20 كانون الثاني المقبل وكأن العرب أرسلوا رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أن العرب متمسكون بحقوقهم ولن يفرطوا في دعم لبنان وغزة".
أهداف طويلة وبعيدة المدى
وفي حديث لـ Vdlnews قال الصحافي والمحلل السياسي منير الربيع:" لا أرى أن الأجواء الإيجابية المسربة من قبل الاسرائيليين هي أجواء جدية أو حقيقية أو واقعية".
وأضاف: "يعتمد الإسرائيليون نفس تكتيك التفاوض الذي اتبعوه في غزة فيسربون أجواء إيجابية وأنهم أصبحوا قريبين من وقف العمليات العسكرية والوصول إلى اتفاق ومن ثم يرفعون الشروط التي يطالبون بها ليرفضها لبنان وبعدها يحملون لبنان المسؤولية فينتقلون إلى مرحلة أخرى من القتال".
وقال: "صحيح أن هناك ضغط أميركي في سبيل وقف إطلاق النار ولكن، لا يبدو أن هذا الضغط يصل إلى مستوى فرض وقف إطلاق النار على إسرائيل".
وتابع: "الأهداف التي وضعها الإسرائيليون هي اهداف طويلة وبعيدة المدى لم تتحقق حتى الآن ولذلك هم سيخوضون حرباً طويلة طالما أنهم يقولون إنهم يريدون تغيير الشرق الأوسط".
الانتظار سيد الموقف
وبما يتعلق بمفاوضات هوكشتاين أشار الربيع إلى انه: "لا بد من انتظار اللقاء الذي سيعقد غداً بين الرئيس المنتخب دونالد ترامب والرئيس الأميركي جو بايدن لمعرفة إذا ما كانا سيتطرقان إلى الملف اللبناني وإذا ما كان هوكشتاين سيتحرك في ما بعد".
وأكمل: "لا بد من انتظار ترتيب وتشكيل الإدارة الجديدة من قبل ترامب لمعرفة من الذي سيتولى الملف اللبناني".
وأردف، "لا يمكن التنبؤ سريعا بآلية عمل ترامب في السياسة الخارجية فبالتأكيد سيكون داعماً لإسرائيل وبعض الأسماء التي ستتسرب حول توليها مناصب أساسية في إدارته هي من أشد الداعمين لإسرائيل ومن أكثر المعارضين او الذين يطالبون بالتشدد مع إيران ولكن، لا يمكن الدخول في تفاصيل حول القرار 1701 أو 1559 في هذه المرحلة ولا بد من مراقبة مسار العمليات العسكرية التي سينفذها الإسرائيليون في الفترة المقبلة".
رؤية دولية عربية على الرئيس الأميركي الجديد
اما بالنسبة للقمة العربية الإسلامية والتي عقدت بالأمس في الرياض لفت الربيع إلى أنها "أتت تتويجاً لمسار أنطلق قبل عام من خلال قمة إسلامية عربية عقدت السنة الفائتة وأطلق بموجبها تحرك وزاري سداسي برئاسة المملكة العربية السعودية لحشد تأييد دولي لحل الدولتين وفيما بعد تم الإعلان عن إنشاء تحالف دولي لحل الدولتين وقد تجاوز عدد الدول المؤيدة لدولة الفلسطينية إلى 140 دولة وأعلن وزير الخارجية السعودي قبل أيام أنه يجب الاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى لو لم تستجب إسرائيل لذلك او حتى من دون موافقة إسرائيل".
وأضاف: "قمة الامس وضعت إطاراً معيناً وواضحاً يرتبط بفرض رؤية دولية عربية إسلامية على الرئيس الأميركي الجديد وإدارته وبموجب هذه الرؤية لا يمكن تجاوز هذا المطلب حول حفظ الشعب الفلسطيني وحقوق الفلسطينيين في إنشاء دولة مستقلة وهذا الامر سيكون مرهوناً بمسار التفاوض واللقاءات والعلاقات ما بين السعودية بالتحديد والدول الأخرى مع الإدارة الأميركية الجديدة".
مخاض خطير... واهتمام سعودي بلبنان
ورأى الربيع أن: "لبنان يمر اليوم بمخاض خطير على المستوى العسكري وسيكون له تداعيات على المستويات السياسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية ولطالما كان المجتمع الدولي والمجتمع العربي يضعون شروطاً على لبنان حول ضرورة إنجاز الإصلاحات".
وقال: "الآن قد يجد لبنان نفسه مضطراً للاقدام على أنواع مختلفة من الإصلاح السياسي والإداري والاقتصادي والمالي وهو ما يفترض أن يتم العمل عليه بعد وقف إطلاق النار وبعد انتهاء هذه الحرب إذا ما نجح لبنان في ذلك فحتماً سيكون السعودية اهتمام مباشر في الوضع اللبناني".