عباس عثمان - الاخبار
منذ الأسبوع الأول للعدوان الإسرائيلي على لبنان، دخل البقاع مبكراً دائرة التهجير، خصوصاً مع ارتكاب العدو مجازر بشكل شبه يومي في البلدات والقرى، ما أدى إلى نزوحٍ جماعي إلى مناطق تُعدّ «آمنة»، سواء في أحياء مجاورة لم تطاولها الغارات الإسرائيلية أو بالخروج من البقاع نحو شمال لبنان أو في اتجاه الأراضي السورية.
ومن بين مَن اختاروا البقاء في البقاع، فئة من النازحين لا قدرة لها على الانتقال إلى بيوتٍ مستأجرة، ولم تحظ بـ«نعمة» الالتحاق بمركز إيواء، اختارت اللجوء إلى أقارب ومعارف في مساكن الضباط في بلدة عين بورضاي ومساكن العسكر في ثكنة التعاضد في بلدة دورس. وإذا كان العامل المادي هو السبب الأساسي، إلا أن هناك سبباً آخر دفع البعض للجوء إلى هذه المساكن، وهو الشعور بأن الجيش اللبناني خارج معادلة التصعيد، وأن ثكناته ومراكزه خارج دائرة الأهداف الإسرائيلية.
ورغم أنه لم يصدر أي «بلاغٍ رسمي» عن قيادة الجيش يسمح للعسكريين والضباط باستقبال النازحين، إلا أنها كانت متساهلة في هذا الأمر، لناحية تغاضيها عن دخول المدنيين بشكلٍ يومي إلى المساكن وبقائهم هناك. والإجراء الوحيد الذي كان يعمل به هو سؤال النازحين إلى الثكنات عن الاسم الذي يريدون زيارته من الضباط أو العساكر، وعن الأوراق القانونية للسيارة التي تريد عبور الحاجز وهو أمر روتيني يُعمل به في الأيام العادية.
وبحسب عددٍ من النازحين، كان «الضباط، كما الأفراد، في الثكنة متعاونين، وأُعطيت تعليمات للمسؤولين عن بيت الجندي، وهو دكان صغير في الثكنة يلبي حاجات العسكر من مشتريات وطعام، بالتعامل معنا بشكل طبيعي، شرط ألا نشتري كميات كبيرة من البضائع، لتلبية احتياجات العدد الأكبر من الزبائن نظراً إلى إغلاق المحالّ التجارية في المدينة».
في مساكن العسكر في منطقة دورس، كان الاكتظاظ أكبر من مساكن الضباط، ورغم أن مساحة المسكن مخصّصة لعائلة واحدة، إلا أن بعضها كان يستقبل أكثر من عائلة. غير أن اقتراب الغارات من المنطقة دفع معظم السكان، نازحين وعساكر، إلى مناطق أكثر أمناً.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا