وسط حالة الحذر التي يعيشها اللبنانيون إثر العدوان الإسرائيلي المتنقل، وصل اليوم آموس هوكستين الموفد الأميركي الخاص إلى لبنان، في محاولة لوقف إطلاق النار والتوصل إلى صيغة مطورة ومعدّلة للقرار 1701، ويعَول على هذه الزيارة نظرًا لدوره وخبرته في الملف اللبناني، فضلًا عن زيارة أخرى إلى لبنان وهي زيارة أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وهي الأولى منذ فترة طويلة.
في السياق، كشف الصحافي والمحلل السياسي وجدي العريضي عن أن "زيارة هوكستين هي لتطوير القرار ،1701 بمعنى أن هناك آليات تطبيقية قد تضاف على القرار من خلال انتشار الجيش، على أن تتولى أميركا وفرنسا تسليح وتأمين رواتب الكتيبة التي ستتولى هذه المهمة في الجنوب ودعمها لوجيستيًا".
وبحسب معلومات العريضي، "فهوكستين غير قادر على التوصل إلى وقف إطلاق نار وزيارته هي لفرض الشروط الإسرائيلية على الحكومة اللبنانية والمسؤولين اللبنانيين وفي طليعتهم الرئيس نبيه بري باعتباره من يفاوض باسم حزب الله، لذلك لن تؤدي هذه الحركة الدبلوماسية إلى وقف إطلاق نار قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية".
واعتبر الصحافي أن "إسرائيل ستستفيد من هذه الفرصة الذهبية عبر غض النظر الأميركي لمواصلة عدوانها على لبنان وإن كان ذلك لا يحقق أهدافها من خلال الاجتياح البري، حيث يسطر حزب الله إنجازات ويكبدها خسائر فادحة إلى جانب استمرار صليات الصواريخ التي تصل إلى العمق الإسرائيلي".
كما أكد العريضي أن "الحركة الدبلوماسية مهمة ودليل على أن لبنان ليس متروكًا"، مضيفًا: "كما جرت العادة قبيل أي زيارة دبلوماسية تكثف إسرائيل ضرباتها وأتوقع أن يستمر العدوان الإسرائيلي إلى حين الانتخابات الرئاسية الأميركية وأكثر من ذلك إلى حين الوصول إلى تسوية".
ورأى أن "الحرب الدائرة في لبنان قد تحتاج إلى تسوية كبيرة وليس فقط التركيز على الـ 1701 ومن هذا المنطلق ما يحمله معه هوكستين هي شروط إسرائيلية ومعلوماتي تشي بأنه سيطلب انسحاب حزب الله إلى الأولي وانتشار الجيش ولكن لا أعتقد أن الحزب وإيران سيوافقان على ذلك".
أما في ما يتعلق بزيارة أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، قال العريضي إن "زيارته للتضامن مع لبنان مع إمكانية عقد مؤتمر طارئ لوزراء الخارجية العرب وربما لاحقًا قمة عربية وإن كان هذا الأمر صعبًا في هذه الظروف لكن الاتصالات تجري بشكل ثنائي بين أميركا وقطر وبين قطر وأطراف عربية أخرى وبين إيران والسعودية وفرنسا".