ظهرت تساؤلات عدة إلى العيان عقب مواقف وتصاريح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المتعلقة برفض الوصاية الإيرانية والتدخلات الفاضحة بالشأن اللبناني الخالص، حيث تساءل بعض المراقبين عما إذا كان ميقاتي قد انفرد في هذا الموقف بمعزل عن حزب الله أو عن إمكانية تفسير ما حصل أنه نتيجة شرخ حاصل بين الجانبيين.
في هذا الصدد رأى خالد زين الدين رئيس تحرير الجريدة الأوروبية العربية الدولية أن "هناك ضغطا دوليا كبيرا وجدّيا، ويُطالب القادة السياسيين والروحيين في لبنان بأن يكون هناك موقفا صريحا لا يتماشى مع إيران وحزبها في لبنان، وإما يتم إدراجهم على لائحة الإغتيالات والعقوبات وسيكون لذلك امتدادات سلبية على لبنان والدولة بأسرها، الأمر الذي سيكلف لبنان ثمنًا كبيرًا".
وتابع: "ميقاتي يدرك أن المرحلة اليوم ليست كسابقاتها، نظرًا لغياب الإجماع العربي على دعم لبنان من جهة، ومن جهة أخرى التغيير حاصل لا محال"، مشيرا الى ان "الحرب هي حرب إيرانية - أميركية وميقاتي على دراية أن الحرب طويلة وليست تقليدية".
زين الدين واصل الشرح قائلًا: "ميقاتي وبري والجميع يعلمون أن التسوية الدولية المقبلة ستغير خرائط في المنطقة وغياب الدعم الدولي للبنان أصبح واضحًا وهناك مشاورات أميركية - صينية - روسية لتقاسم المنطقة والعالم وذلك على حساب تايوان وأذربيجان وأرمينيا وتركيا وإيران والعراق وسوريا وأوكرانيا".
وواصل زين الدين شرحه رابطًا الأحداث والتطورات المحلية بالصورة الأشمل إقليميًا ودوليًا معتبرًا أن "التقاسم هذا سيكون مقابل تراجع الصين عن جزء من طريق الحرير والدعم الروسي لحماية أمن إسرائيل من جهة سوريا، ولجم التمدد الصيني إلى الخليج العربي والعراق، وسيظهر بعد الحرب حلف ناتو عربي يكون شريكا وامتداد لناتو أوروبا".
وأكمل: "يدرك الجميع في لبنان أن اللحظة حرجة وخطرة والأعين متجهة نحو الأردن أيضًا وما حصل من دخول كوريا الشمالية إلى روسيا عبر آلاف الجنود للقتال في أوكرانيا ليس مصادفة وما حصل في أفغانستان ليس مجرد تغيير نظام وما حصل مع الرئيس الإيراني السابق ليس صدفة".
هناك قوانين جديدة وتحالفات مقبلة ولبنان من ضمنها وميقاتي وبري في موقف لا يحسدان عليه وبالنتيجة ميقاتي لا يستطيع أن لا يفعل ما يجب فعله وتحييد الدولة عن حزب الله وإلا القصف سيطال مرافق عامة، وهو لا يملك خيارًا لا وطنيًا ولا سنيًا ولا دوليًا ولا إقليميًا غير ذلك وإلا "طار البلد وطارت معه ثرواتهم ونفوذهم"".