الإعلامي منير الحافي
لمتابعة الكاتب:
@mounirhafi
X, Facebook, Instagram
واضحاً كان كلام نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمته الثانية التي ألقاها بعد اغتيال السيد حسن نصرالله الثلثاء. الأبرز أنّ حزب الله مكمّل القتال في الميدان. والأمر الآخر أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري هو الأخ الأكبر لحزب الله. وموقف الحزب من الحركة السياسية التي يقوم بها الرئيس بري في هذه الأوقات القاتلة على اللبنانيين عموماً وعلى البيئة الحاضنة للحزب خصوصاً، أنه يؤيدها للوصول الى وقف إطلاق نار فحسب. والامور الأخرى تأتي في وقت لاحق.
فهمنا من كلام الشيخ قاسم، أنّ الحزب مصمّم على القتال حتى النهاية ولن يستسلم. واللبنانيون على فكرة لا يريدونه أن يستسلم. يريدونه أن يأخذ القرار الشجاع لإنقاذ الناس ولبنان. يريدون أن تكون المقاومة عنصر قوّة لدولة لبنان، لا عنصر ضعف وعنصر استهداف للبلد.
أسئلة مشروعة يطرحها الناس تحت القصف والضرب وأصوات "الأم كاي" الملقّبة بأم كامل، فوق رؤوسهم على مدار ٢٤ ساعة: الى متى يستطيع لبنان أن يقاوم العدوان؟ هل مقاومة حزب الله تستطيع أن تلوي ذراع إسرائيل العدوانية؟ هل الصمود في الميدان يأتي بوقف إطلاق نار؟ كيف نعيش تحت القصف والعدوان في الجنوب والبقاع والجبل وما تبقّى من مناطق آمنة في الضاحية؟ وكيف يستمر العيش حتّى في قلب العاصمة في ظل حركة نزوح هائلة ومشاكل في المسكن والمأكل والنظافة والأمن وغيرها؟
نعود الى الأخ الأكبر. ماذا يستطيع أن يفعل في ظلّ هذه الظروف المميتة. نعلم أنّ على رئيس المجلس أن يدعو المجلس لانتخاب رئيس. وعلى الرئيس بري كشخصية وطنية أن يتعامل مع المقاتلين والنازحين والغاضبين والمعارضين والموالين. هذا هو الواقع. ما ننتظره من الرئيس بري أن يجمع النواب عنده في عين التينة من كل الجهات تشاوراً فردياً وجماعياً للوصول الى الوقت الذهبي لانتخاب رئيس في البرلمان. قبل وقف النار إذا أمكن. رئيس الجمهورية يخفّف عن الأخ الاكبر ضغطاً كبيراً هو في غنى عنه.
الأمر الآخر الذي على الأخ الأكبر أن يفعله هو وضع حدٍّ لتدخُّل الآخرين في شؤون البيئة الحاضنة وبلبنان. قال الزعيم وليد جنبلاط : ما حدا بيعلمنا الصمود. وبرّي مثل صديقه جنبلاط عندما تحزّ المحزوزية عليه أن يعلنها في وجه القريب والبعيد.
عند الرئيس بري فرصة كبرى لإنقاذ البلد. ندعو له بالصحة والعافية وطول العمر. وجوده وعمله للبلد وللبيئة الحاضنة للحزب سوف يقدّرها البلد وسوف يذكرها التاريخ.