نحزن على لبنان.. وعلينا
نحزن على لبنان.. وعلينا

رأي منير- تعليق على الأحداث مع منير الحافي - Thursday, October 3, 2024 11:15:00 AM

الإعلامي منير الحافي
لمتابعة الكاتب:
@mounirhafi
X, Facebook, Instagram 
 
أحزن على وطني. نحزن جميعاً على أنفسنا. بلدنا يقصف ويضرب، ويُقتل ناسه. هدف إسرائيل على ما يبدو ليس تأمين المستوطنين في «الشمال»، بل القضاء على حزب الله. والحزب موجود بين الناس. وهو جزء من البيئة الشيعية التي تحتضنه. إذاً، إسرائيل تريد ضرب جزء من المجتمع اللبناني. معضلة كبيرة يواجهها اللبنانيون: فهم لا يريدون أن يدخلوا حرباً على بلدهم، إسرائيلُ فيها متفوقة، وفي الوقت نفسه يتضامنون مع إخوانهم من الطائفة الشيعية الكريمة. 
مسألة مقاومة إسرائيل كانت تلقى إجماعاً – أو شبه إجماع- من اللبنانيين قبل العام ٢٠٠٠، عندما كان سلاح حزب الله موجهاً نحو عدو لبنان الذي يهدد أرضه في الجنوب. أما بعد انسحاب إسرائيل فصار الأمر، موضع جدل مع بقية الأطراف اللبنانية. أبقى الحزب على سلاحه، بل طوّره ودخل حرباً أخرى مع إسرائيل في العام ٢٠٠٦ بقيت ثلاثة وثلاثين يوماً وأدت في نهاية المطاف إلى صدور القرار ١٧٠١.
في السنوات التي تلت، وبعدما قوي الحزب سياسياً في الداخل، صار موضوع مقاومة إسرائيل مدار جدل إضافي إذ إن الحزب حوّل سلاحه إلى الداخل وكان هذا أخطر انقسام بينه وبين باقي اللبنانيين. عمل 7 أيار عام 2008. وهي التي أدت إلى شرخ كبير مع الحزب. ضربة أخرى وجهها الحزب إلى نفسه وإلى القضية الأساسية التي بني عليها، هي تدخله المباشر في الحرب السورية وغيرها. كشف نفسه وكشف عناصره لإسرائيل مما أدى في النهاية إلى عمليات تكنولوجية وتجسسية أطاحت بعدد كبير من عناصره في عمليات تفجير البايجرز والتوكي ووكي، ثم اغتيال قياداته وصولاً إلى قصف مقر الأمين العام السيد حسن نصرالله واغتياله.
في كل هذه السنوات، إسرائيل عدوة للبنان. وبالنسبة إلى معظم اللبنانيين، فإنهم لا يريدون من حزب الله إلا الانخراط بالدولة ومقاومة إسرائيل من ضمن إجماع لبناني من دون الاستفراد بالقرار. يأخذ اللبنانيون على الحزب ارتباطه بإيران، لا بلبنان. وهذا أمر يجب أن يتغير لاحقاً إذا أراد الحزب أن يتحول إلى حزب سياسي خالص وينخرط في قضايا تهمّ بناء الوطن وإنماءَه وخلاصه من أزماته الكبرى. قرار الحزب يأخذه الحزب. أما نحن اللبنانيين، فإننا نرى أن إسرائيل معتدية على لبنان وعلى شعبه. وهي دولة توسعية ولا يهمها إلا نفسها. تستغل الكل من أجل مصالحها. لطالما كررنا الطلب إلى الولايات المتحدة أن تضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة والضفة الغربية، وعلى لبنان. لكنّ مصالح أميركا أيضاً أهم من كل القضايا الإنسانية في العالم. حتى إيران التي يرتبط بها حزب الله، فإن مصالحها القومية أهم عندها من مصالح غيرها. الردّ الإيراني بقصف مدن في إسرائيل قد يكون آخر الردود. إلا إذا استغلت إسرائيل الضربات التي لم تؤد إلا إلى أضرار مادية، وقصفت منشآت عسكرية ونووية إيرانية. عندها يكون الخوف من تحول الحرب إلى إقليمية قد حصل بالفعل.
نخاف على الإقليم من حرب مدمرة. لكنّ خوفنا يجب أن يكون أولاً وأخيراً على لبنان الذي عانى كثيراً من حروب «الآخرين». ولا يزال. 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني