الإعلامي منير الحافي
لمتابعة الكاتب:
@mounirhafi
X, Facebook, Instagram
يجتمع العالم، رؤساء ومسؤولين، في نيويورك هذه الأيام، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. فبعد اختتام ما سمي ب «قمة المستقبل» التي خُصصت للتحديات الكبرى التي تواجهها البشرية، بدأ قادة العالم وممثلون عنهم الثلثاء، يدلون بآرائهم أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين.
بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الولايات المتحدة المودّع جو بايدن ورؤساء من اليمين ومن الشمال، يلتقي الرؤساء والملوك ورؤساء الحكومات. أما المواطنون العاديون، أمثالنا، فيتفرجون عليهم في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. يشعرون بالإحباط واليأس من العالم كله.
حاولت أن أبحث في كلام المسؤولين ما يطمئن البشرية إلى «المستقبل» الذي يتحدثون عنه فلم أجد سوى كلمات. كلام لا يغير في الواقع شيئاً.
أبدأ بسعادة الأمين العام، البرتغالي الجنسية غوتيريش الذي قال: إن التوتر المتزايد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني مثير للقلق، مضيفاً أنّ «احتمال تحوّل لبنان إلى غزة جديدة يقلقني». كلامه جاء في تصريح لقناةCNN الأميركية، الأحد، دعا خلاله إسرائيل وحزب الله إلى «تخفيض حدة التوترات بينهما»! كلام..
الأمين العام، مثل كل الأمناء الذين سبقوه، لا يقدّم ولا يؤخر كلامه شيئاً في الضغط على محتل الأرض والمعتدي والجهة التي تقصف وتقتل وتدمّر.. إسرائيل.
كل الأمم المتحدة وأمينها العام، لا يستطيعون أن يمونوا على إسرائيل قيد شعرة. لم يستطيعوا أن يحموا أطفالاً في غزة التجأوا إلى مدرسة تحمل علم الأمم المتحدة. لم يستطيعوا أن يحموا أهل غزة المدنيين العزّل طوال سنة حتى الآن. ألا يذكركم هذا الأمر بمجزرة قانا العام ١٩٩٦ حين قصفت القوات الإسرائيلية مركزاً للأمم المتحدة لجأ إليه مدنيون لبنانيون، مما أدى إلى مجزرة قانا الشهيرة، التي ارتقى خلالها مئة وستة مدنيين في لحظة واحدة وأصيب ١٥٠ بجروح وعاهات متفاوتة الخطورة؟
الأميركي، فخامة الرئيس بايدن، «قلق» دائماً بشأن الوضع في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن بلاده هي الداعمُ الأول لإسرائيل والجهة التي تموّن ترسانتَها من الأسلحة والذخائر وغيرها، فإن بايدن لا يمون على إسرائيل ولا رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو. طوال الحرب على غزة منذ بدء طوفان الأقصى، مروراً بتوسع الحرب الإسرائيلية نحو لبنان، لم نسمع من الإدارة الأميركية إلا القلق. للموضوعية قال بايدن في الأمم المتحدة، في آخر خطاب له كرئيس على هذا المنبر: إن بلاده عازمة على منع نشوب حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط «تبتلع المنطقة بأكملها»، مضيفاً أن الحل الدبلوماسي بين لبنان وإسرائيل يظل «السبيل الوحيد للأمن الدائم وللسماح لسكان البلدين بالعودة إلى ديارهم على الحدود بأمان». فهل يحقق ما يقوله، أم يبقى كلاماً في الهواء؟
قادة العالم قلقون للغاية! مثلُ الأميركي، الروسي، والصيني، والبريطاني، والفرنسي والأوروبي. حتى الإيراني صار قلقاً. بالله عليكم تحركوا وأقفوا آلة القتل الإسرائيلية في لبنان وغزة. وإذا كانت الأمم المتحدة ليس لديها آليات تنفيذية إلا بقرار من الدول التي تتألف منها الأمم، فإن قادة أميركا والصين وروسيا وأوروبا يستطيعون ذلك. إضغطوا على إسرائيل وعلى كل الأطراف المعنية لوقف القتال. بادروا. تحركوا. «قاتلوا» لأجل السلام. إشتغلوا لأجل السلام الآن وليس في المستقبل.
على كل حال، الحروب في لبنان وغزة والسودان وأوكرانيا لا يعاني منها إلا أهلها. أما الأمم فهي تتفرج وربما تستفيد من الخلافات والصراعات والحروب. يجب على قادة العالم إتخاذ إجراءات، وليس إلقاء الخطابات، لإنهاء الجرائم التي ترتكب بحق الناس الأبرياء. بمزيد من القلق، ننعي إليكم الأمم.. غيرَ المتحدة.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا