الإعلامي منير الحافي
لمتابعة الكاتب:
@mounirhafi
X, Facebook, Instagram
السابع عشر من أيلول ٢٠٢٤، الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، يوم ليس كباقي الأيام عند حزب الله ولبنان. تفجير آلاف أجهزة الاستدعاء الألكترونية، بايجرز، بعناصر من حزب الله. رأينا فيديوهات وصوراً نتيجة ما حصل مع المصابين الذين قيل إن عددهم خمسة آلاف. لم يؤكد الحزب الرقم. وإنما أعلنت وزارة الصحة أن عدد الشهداء بلغ (حتى وقت كتابة هذا الرأي) ١٢ شخصاً بينهم طفلة، وأصيب ٢٨٠٠ شخص.
هناك من وصف العملية الإسرائيلية بأكبر خرق سيبراني من نوعه لحزب الله وربما لأي فصيل عربي أو دولة عربية. وآخرون قدّروا ما جرى بأنه أكثر غرابة من أفلام السينما التي تصنع في هولي وود. إذ إن التفجير قد يكون حصل بتفخيخ شحنة البايجرز التي أتت إلى الحزب قبل فترة.
وبانتظار أن يعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تفاصيل العملية الخطيرة، وكيفيةَ الردّ الذي سيكون حتمياً من حزب الله، أستطيع أن أسجّل عدة ملاحظات شخصية أو مستقاة من مصادر خاصة.
- أولاً، الخرق الأمني الاستخباراتي الإسرائيلي، كان بمساعدة جهات أخرى غير إسرائيلية. هناك اتهام للأميركيين. أما مصدر الشحنة فتم استبعاد تايوان، وحتى الآن قيل إن مصدرها المجر في أوروبا الشرقية.
- العملية الإسرائيلية عمل غير متوازن مع حزب الله. إسرائيل قامت بعملية غير إنسانية ولم تحترم فيها مواثيق الحرب والسلم، كعادتها. تفجير البايجرز قتل وجرح أشخاصاً في بيوتهم وأشغالهم وسياراتهم. وأصاب أطفالهم وعائلاتهم. إسرائيل استهدفت المدنيين ربما أكثر من العسكريين. ونتيجة التحقيقات ستُظهر كل الحقائق.
- بدأت بين إسرائيل والحزب حرب جديدة. هي حرب التكنولوجيا الخالصة. بدأت مرحلة أخرى من الحرب تتخطى الإسناد، وقد تتحول إلى حرب موسعة بحسب ظروف الميدان عند كل من المتحاربين ٢ والضغوط الدولية على الجهتين.
- أثبت تفجير أجهزة البايجرز مرة أخرى أن إسرائيل متفوقة في مجال التكنولوجيا بدعم غربي. وهنا السؤال عما يمكن أن يحققه حزب الله في هذا المجال سواء في الرد، أو في ابتكار عمليات مشابهة للعملية الإسرائيلية أو مختلفة عنها.
- العملية الإسرائيلية الجبانة ضد عناصر الحزب في بيوتهم، أثبتت أن القطاع الصحي في لبنان ما زال بخير والحمد لله، على الرغم من كل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي مرت على لبنان. لكن يطرح سؤال كبير عن إمكانية صموده إذا ما توسعت الحرب لسبب أو لآخر. في هذا المجال، ترفع القبعة لوزير الصحة الدكتور فراس الأبيض وفريق الوزارة. كذلك تشكر المـستشفيات والمؤسسات الصحية في بيروت والجنوب والبقاع والشمال والجبل وكل لبنان لاستقبال الجرحى ومداواتهم.
- أثبت اللبنانيون أنهم شعب شهم. فرغم كل الخلافات السياسية مع حزب الله سواء في سياسته الداخلية أو الخارجية، دان الجميع العملية العدوانية، وذهب معظم السياسيين إلى برج البراجنة للتعزية بابن النائب علي عمار، محمد مهدي. والتعزية بهذا الشاب، هي رمز للتعزية بكل الشهداء.
- يبقى أن الناس هي أصل البلد. لم أشهد سواء في بيروت أو خارجها إلا استنكاراً وشجباً ورفضاً لعملية البايجرز الإسرائيلية العدوانية. سارع الناس في كل مكان إلى المساعدة ونقل المصابين إلى المستشفيات. وقام المئات بالتبرع بالدم لإنقاذ الجرحى. لقد تجلت فعلاً مظاهر الوحدة الوطنية بأبهى حللها خلال المأساة وبعدها. عند المصاعب والآلام، تُعرف معادن الناس. لعلنا نتوحد في السلم، كما الحرب، لأجل لبنان.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا