العالمُ في أولمبياد
العالمُ في أولمبياد

رأي منير- تعليق على الأحداث مع منير الحافي - Thursday, August 8, 2024 12:23:00 PM

الإعلامي منير الحافي

لمتابعة الكاتب:

mounirhafi@

X, Facebook, Instagram 

العالم كله في أولمبياد. الألعاب الأولمبية الرياضية تجري في باريس، وتلك العسكرية والأمنية .. والجنونية في كل العالم!

في وطننا لبنان ومنطقتنا العربية، يجري «أولمبياد» ما بين إسرائيل وإيران ومناصريها في فلسطين ولبنان واليمن والعراق.

في فلسطين ولبنان، يجري سباق بين توسع الحرب الدائرة رحاها منذ السابع من تشرين الأول، وبين الدبلوماسية التي توصل إلى تهدئة، قد تأتي أو لا تأتي. وتحصل مصارعة بين إسرائيل وحزب الله على شكل استهداف مراكز عسكرية وقتل جنود إسرائيليين أو عناصر من حزب الله في الأراضي المتقابلة. سباق بالقصف والعمليات، والمسيّرات والقذائف والصواريخ.

وكان السؤال يمكن أن يُسأل عن مصارعة مشابهة بين إيران وإسرائيل قبل خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الثلثاء، لكنّه بوضوح أجاب عن السؤال: إيران وسوريا غير معنيتين بجبهة مفتوحة دائمة مع إسرائيل! الحلبة لن تضم إلا لبنان بالدرجة الأولى، يليه العراق بقصف متقطع من قبل حشوده الشعبية، واليمن من قبل الحوثي من جهة البحر، على إسرائيل.

لبنان، عانى منذ العام ١٩٤٨ وما زال.. وسيبقى على ما يبدو. لبنان يواجه، يقاتل، يخسر شبابَه سواء في الجنوب أو غيره. يهاجر أهله خصوصاً الشبان منهم، إلى الخارج. لعنة قد لا نخرج منها إلا بمعجزة. وهذا ليس معناه الركون للعدو الإسرائيلي الذي يريد احتلال الأرض أو إذلال الناس. فأرض الجنوب غالية علينا، كما بيروت وآخر منطقة في الشمال والجبل والبقاع. غير أن ما يريده اللبنانيون، أن يعودوا إلى «الطبيعة». الاستقرار، الهدوء، الحياة، الإنتاج.. فهل ما يطلبونه كثير؟!

أولمبياد آخر يجري في السودان بين الجيش والدعم السريع. حرب عبثية بين إخوة من الدين نفسه والمذهب نفسه والمناطق نفسها.. لكن الخلاف على الكرسي وعلى الذهب المدفون في أرض السودانيين الطيبين. وكل فريق من الفريقين مدعوم من جهات دولية متنافسة. والخاسر الأكبر هو السودان الكبير، الذي اقتُطع منه جنوبه في تموز العام ٢٠١١، والآن يتجه السودان إلى أن يصير قِطعاً، يحكم كل واحدة منها رئيس أو زعيم. والله أعلم.

الأولمبياد العسكري الآخر يجري في أوكرانيا.  تمرّ السنة الثانية من الحرب، من دون حسم عسكري لأي من الفريقين، لكن بتقدم واضح لروسيا. الخاسر الأكبر هنا، هو الشعب الأوكراني الذي يحق له أن يعيش بكرامة وسلام. في حين تطالب روسيا بحماية السكان الأوكرانيين الناطقين بالروسية وتأمين حقوقهم. أما حان لهذا الأولمبياد أن ينتهي أيضاً؟!

على ما يبدو الكل يسير على إيقاع انتظار نتائج الانتخابات الأميركية في نوفمبر المقبل، ولا أحد يريد أن يوقع اتفاقاً مع الإدارة الديموقراطية الحالية، التي تنتهي مدتُها آخر العام الحالي. الكل ينتظر إما دونالد ترامب، أو إدارة ديموقراطية جديدة برئاسة كامالا هاريس. فإن انتخب ترامب رئيساً فإنه وعد أكثر من مرة بأن الحروب سوف تنتهي في العالم. وأما إن انتخبت السيدة هاريس، فإن سياستها قد تكون مشابهة لسياسة الرئيس جو بايدن الحالية، وإنما مع لمستها الأنثوية الخاصة.

أما في باريس، فيجري أولمبياد رياضي حقيقي. وعلى الرغم من كل ما قيل فيه إنّ لعنة أصابت العاصمة الفرنسية جراء الافتتاح الشيطاني للأولمبياد، إلا أن التنافس الرياضي يبقى أفضل وأهم بكثير من التنافس الدموي . ورؤيةُ الملاكمين والملاكمات على الحلبات والقافزين بالزانة والقافزات، أفضل بألف مرة من رؤية الإجرام الإسرائيلي الذي يقتل الأطفال والنساء في غزة. العالم كله في أولمبياد حقيقي، ما بين الخير والشرّ. الانتصار لمن؟ الجواب متروكٌ لإرادة الله وضمير البشر.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني