كان الترقب سيد الموقف أمس لكلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وذلك بعد العدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية، لاسيما لجهة ما ستحمله هذه الكلمة من مواقف ودلائل للمقبل من الايام، وسط تخوفات من انزلاق المنطقة نحو الحرب الشاملة.
في هذا السياق، قال الصحافي والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر في حديث لـvdlnews الى أن "خطاب السيد حسن نصر الله بالامس حمل العديد من الرسائل، وهي رسائل واضحة الى العدو الاسرائيلي بأن الجبهة في الجنوب اللبناني لن تتوقف عن الاسناد للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني في غزة وهذا العنوان سيبقى قائمًا، وربما ستزيد المقاومة من عملياتها في هذا الاطار وربما نشهد تصاعدًا في عمليات جبهات الاسناد على أكثر من صعيد وفي أكثر من مكان، وطبعًا هنا كان يتحدث السيد نصر الله عن جميع ساحات محور المقاومة من اليمن الى العراق الى لبنان".
ولفت عبد الساتر في حديث لموقعنا الى أنه "في ما يتعلق بالرد على ما قام به العدو الاسرائيلي من عملية اغتيال واستهداف للضاحية الجنوبية وسقوط شهداء مدنيين، ففرق نصر الله بين العناوين الثلاثة واعتبر ان كلا من هذه الأخيرة سيكون في إطار الرد الحتمي من قبل حزب الله، فهو عدد هذه العناصر في هذه الجريمة لكي يكون الرد يتساوى مع هذه الاخيرة، أولا هناك حق لحزب الله في أن الضاحية الجنوبية هي التي تعرضت للهجوم وهذه حادثة خطيرة جدًا لن تمر مرور الكرام، ثانيًا أن هناك مدنيين سقطوا شهداء لأن العدوان استهدف مبنى سكنيًا بطبيعة الحال، ثالثًا إنه اغتيال موصوف للقائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر، وبالتالي الرد سوف يكون متضمن لهذه العناوين الثلاثة".
وقال عبد الساتر: "السيد نصر الله أردف بالكلام عن الرد المحتمل بأنه رد مدروس وجدي وحقيقي ولن يكون ردا شكليًا بطبيعة الحال، ما يطرح العديد من الاحتمالات في هذا الاطار عن حقيقة الاهداف او ما يمكن ان يقوم به حزب الله في عملية الرد، وذلك في ما اذا سيكون هناك عمليات على اهداف عسكرية او اهداف حيوية أو أمنية و أنه سيكون هناك اغتيال لشخصيات اسرائيلية".
وأوضح عبد الساتر أن "هذا كله مرهون بظروف الميدان، وهو ما قاله السيد إن الميدان يعرف ظروفه وفرصه تمامًا، وإن الأيام والليالي والميدان بينهم وبين العدو الاسرائيلي الذي حاول نتنياهو، من خلال ما قام به، أن يظفر بصورة نصر عجز عن تحقيقها خلال العشرة أشهر من الحرب المستمرة على غزة، وبالتأكيد لن تكون له صورة النصر هذه لا في الضاحية الجنوبية لبيروت ولا في العاصمة الإيرانية طهران، التي أعلنت بدورها أيضًا أنها سترد وبشكل مباشر، وهو ما جاء على لسان الإمام السيد علي خامنئي قبل تشييع اسماعيل هنية المهيب وبعده وأثناء وبعد الصلاة على جثمانه".
وتابع: "المنطقة دخلت مرحلة جديدة، كما اعلن السيد نصر الله، وهذه المرحلة الجديدة هي التي ستحول بطبيعة الحال دون أن يكون هناك أي وقف للعمليات من جنوبي لبنان إسنادًا لغزة وهذا قطع لكل الطرق الدبلوماسية التي سوف تأتي وتنشط لكي تنتزع من لبنان موافقة على مثل هذا الامر، أو أن تحول دون أن يكون هناك رد والذي هو بحسب بعض العواصم ربما يستجلب المزيد من الانزلاق نحو الحرب".
وأشار عبد الساتر الى أن "السيد نصر الله لم يؤكد فكرة أن هناك حربًا في هذا الاطار، لكن من حق المقاومة أن ترد على هذا الاغتيال ومن حق المقاومة أن تطالب، اذا ما كان هناك فعلا من نوايا للدبلوماسية، أن يقف العدوان على غزة أولا وأخيرًا قبل أي شيء".
ولفت الى "أننا في إطار ساعات أو أيام من الانتظار، لكن هذا الأخير هو مر أكثر على العدو الاسرائيلي وسيسبب بالكثير من الهلع والخوف داخل الكيان، وهذا ما بدا واضحًا من خلال الاضطراب على كل المستويات بالامس خاصة أن اسهم البورصة كانت أيضًا في هبوط كبير داخل الكيان الاسرائيلي، وحالة الخوف التي انتشرت في أكثر من مدينة خاصة من المدن الكبرى هي دليل على أن حزب الله له مصداقيته في هذا الاطار".
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا