أصهارُ لبنان!
أصهارُ لبنان!

رأي منير- تعليق على الأحداث مع منير الحافي - Thursday, July 18, 2024 9:05:00 AM

الإعلامي منير الحافي

لمتابعة الكاتب:

mounirhafi@

X, Facebook, Instagram

حبا اللهُ لبنان بمزايا كثيرة. من الطقس الجميل، إلى الموقع الجغرافي الفريد، إلى شواطئه عند البحر المتوسط الذي يربطه بالعالم، ويعطي لبنان رونقاً وجمالاً. كما وهب سبحانَه وتعالى اللبنانيين الكثير من الصفات التي جعلتهم مميزين علماً وثقافةً وأخلاقاً. بالطبع ما عدا قلة شذّت عن هذه القاعدة، وهذا موجود «في أحسن العائلات، كما الشعوب».

ومن صفات اللبنانيين، الانتشار في العالم، كما فعل أجدادُهم الفينيقيون. الشعب اللبناني هاجر منذ منتصف القرن التاسع عشر إلى كل العالم. اللبنانيون أو أصحاب الأصول اللبنانية موجودون اليوم في أميركا الشمالية والجنوبية وأوروبا، وآسيا وأفريقيا وأستراليا. يكاد لا يوجد بلد إلا وفيه لبنانيون. وقد صادفني شخصياً أن زرت الصين أكثر من مرة واستطعت أن آكل مشاوي لبنانية وتبولة وحمص بالطحينة من مطعم لبناني يملكه شاب من جنوب لبنان، في بيجينغ!

وصل اللبنانيون إلى المهاجر وصاروا من أهالي البلاد. وترقوا في المناصب حتى أصبح بعضهم رؤساء جمهوريات ورؤساء حكومات ووزراء ورؤساء بلديات ومسؤولين كباراً في الدولة والمجتمع المالي والشركات الكبرى.

ولطالما عاد اللبنانيون إلى أصلهم. بقي العديد منهم يتواصل مع بلده الأم وإن كانوا شخصياً ولدوا في بلدانهم الجديدة. يأتون إلى قراهم ومدنهم أو إلى مسقط رأس آبائهم وأجدادهم. أسماء كثيرة زارت لبنان من نواب أميركيين وأوروبيين وآخرين من أصول لبنانية، ودعموا مبادرات سياسية واقتصادية ودبلوماسية لأجل لبنان، سواء في الحرب أو بعدها. أشهر الأميركيين من أصول لبنانية، هو فيليب حبيب المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان في العام ١٩٨٢. ومثله النائب الأميركي الجمهوري داريل عيسى، وأعضاء مجلس الشيوخ: الديموقراطي جيمس أبو رزق والديموقراطي جورج ميتشل والسيناتور الجمهوري جيمس عبد النور والسيناتور الجمهوري سبنسر إبراهام والسيناتور الجمهوري جون سنونو، من أصل لبناني - فلسطيني. في حين أن جورج قاسم، كان أول أميركي لبناني ينتخب في مجلس النواب عام ١٩٥٩.

سلمى حايك، النجمة المكسيكية في هوليوود، هي أشهر السيدات من أصول لبنانية ومثلها نجمة الغناء والموسيقى شاكيرا. هناك العشرات بل المئات من الذين يمكن ذكرهم في هذا المقام سواء في أميركا أو كندا أو البرازيل أو الأرجنتين أو أستراليا أو المكسيك أو في الخليج العربي وغيرها.

على الساحة السياسية العالمية يبرز اليوم «صهران» قد يكونان عضدين لبلدنا على الرغم من كل مشكلاتنا. الأول هو مايكل بولس، لبناني صهرُ الأميركيين. بولس، هو زوج تيفاني، البنت الصغرى لدونالد ترامب الذي نجا من إطلاق النار عليه في بنسلفانيا، وأصيبت أذنُه. وعلى الرغم من تصاريح ترامب المتشددة بحق الفلسطينيين والعرب، إلا أن مايكل يقوم بدور إيجابي في تقريب وجهات النظر العربية والإسلامية مع حملة ترامب الانتخابية. ونقل إعلام أميركي وعالمي أنه استطاع النجاح في فكفكة بعض العقد العربية والإسلامية أمام حميه. هذا الرجل برأيي، إن وصل ترامب إلى الرئاسة، يمكن أن يكون عوناً للبنان.

الصهر الثاني، هو صهر لبنان الأشهر. جورج كلوني، نجم السينما الأميركية، زوج المحامية اللبنانية الأصل أمل علم الدين. كلوني كتب مقالاً في صحيفة نيويورك تايمز دعا فيه الرئيس الحالي جو بايدن إلى الانسحاب من السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض بسبب عمره المتقدم. وقيل أيضاً إن كلوني يعارض الإجراءات الإسرائيلية والأميركية بحق الفلسطينيين في غزة. إذ إنه اتصل في حزيران الماضي بالبيت الأبيض معترضاً على معاملة بايدن لزوجته السيدة أمل، بعد أن هاجمها الرئيس بايدن لمحاولتها محاكمة بنيامين نتنياهو. الأمر اللافت اليوم أن هناك العديد من الديموقراطيين يدعون كلوني نفسَه إلى الترشح عن الحزب الديموقراطي للرئاسة الأميركية، لكنه يرفض ويفضّل حياة العائلة على حياة الرئاسة.  

يستطيع أبناء لبنان وبناته أن يقفوا معه في الأزمات، مثلما يستطيع الأصهار أن يفعلوا الشيء نفسه. لقد جرّب لبنان «صهراً» أو أصهاراً في الداخل. علّنا نُفلحُ مع أصهارنا في الخارج هذه المرة.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني