امتحانات لبنان.. وغزة
امتحانات لبنان.. وغزة

رأي منير- تعليق على الأحداث مع منير الحافي - Thursday, June 20, 2024 1:38:00 PM

 الإعلامي منير الحافي

لمتابعة الكاتب:

mounirhafi@

X, Facebook, Instagram

 

بحلول آخر حزيران، يكون طلابُ لبنان قد أنهوا دراستَهم في المراحل التعليمية كافة. وكذلك تكون معظم الجامعات قد أنهت فصل الربيع الدراسي إيذاناً بدخول فصل الصيف. يعاني أهل لبنان ضغوطاً مستمرة منذ الانهيار الاقتصادي والاجتماعي غير المسبوق الذي حصل منذ ما سُمّي «الثورة» وانهيار المؤسسات الرسمية والخاصة على حدّ سواء.

ويعاني أهالي الطلاب بشكل خاص من مشاكل غير مسبوقة تتجلّى بالآتي:

كيفية مواجهة الأعباء المالية الهائلة نتيجة قيام ما يُسمّى «المصارف» باحتجاز أموالهم في الخزائن. وهذا أمر حرامٌ سيحاسب عليه جماعةُ المصارف والمسؤولون، أمام الله في الدنيا ويوم الحساب.

كيفية تأمين الأقساط المرتفعة جداً سواء في المدارس أو الجامعات الخاصة.

مواجهة المشاكل النفسية المتأتية من ضغوط الحياة وكيفية الحصول على مداخيل لائقة لهم ولأولادهم مواجهة الضغوط التي تولّدها تنشئةُ الأبناء والبنات الذين يعانون بدورهم من مشاكلهم الخاصة.

في المقابل، لا تقل مشاكل الطلاب أهمية عن مشاكل الأهل. فهؤلاء عليهم أن يدرسوا يومياً على الرغم من الصعوبات التعليمية، وعلى الرغم من ملذات الحياة التي قد تلهيهم عن الدراسة. أضف إلى ذلك الضائقة الاقتصادية التي انعكست عليهم أيضاً كما أهاليهم. ما يهمني في هذا المقام، أن أشدد على أهمية قطاع التربية في لبنان على الرغم من كل المصائب. قطاع التربية والتعليم، لطالما ميّز لبنان من المحيط إلى الخليج ورفع اسم لبنان عالياً حتى في الولايات المتحدة. وما زالت الشهادة التعليمية اللبنانية محافظة على اسمها، حتى وإن قام بعض الرعّاع في وزارة التربية وعدد من «الجويمعات» بتزوير شهادات وبيعها بغرض الربح الحرام.

مسؤولية الحفاظ على التعليم، هي مسؤولية وطنية جامعة، من رئيس الجمهورية (عجّل الله انتخابَه) إلى رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء والحكومة والبرلمان. مسؤوليتنا جميعاً. وتلعب وزارة التربية الدور المهم في هذا المجال، ومجلس الوزراء مجتمعاً. أما الأقساط، فعلى الجامعات والمدارس أن يستمعوا لصرخات الأهالي ومراعاتُهم لإكمال رسالتهم في تعليم أبنائهم. الحفاظ على المستوى التربوي، يتطلب من جملة ما يتطلب، الاستمرار في إجراء الامتحانات الرسمية بشكل مهني وعادل.

ومطلوب من الطلاب أن يكونوا سعداء بخوض الامتحانات الرسمية لأن الشهادة ستكون مدخلاً لهم لدخول الجامعات في لبنان وخارجه.

ولأن الامتحان يغربل الطلاب بين دارسين ومقصّرين، وبين ناجحين وغير موفقين. يجب على أهالي الطلاب أن يشجعوا الوزارة على تثبيت الامتحانات الرسمية وعدم إلغائها أو تأجيلها لأي سبب وأن نشرح لأبنائنا الطلاب أهمية الامتحانات والشهادات الرسمية.

عندما تمّ إلغاء الامتحانات الرسمية خلال جائحة كورونا، واجه العديد من الطلاب مشاكل في القبول في جامعات العالم. لا نريد أن يتكرر هذا الأمر.

كل ذلك يحصل، وهناك طلاب في جنوب لبنان يدرسون تحت القذائف الإسرائيلية وتحت التهديد اليوميّ بل كل لحظة. هؤلاء ظروفهم فائقة الصعوبة لكنّ نجاحهم مأمول. إذا نجح هؤلاء فكأن كل لبنان نجح وتخطى «امتحاناً» صعباً. نتمنى لأبنائنا وبناتنا التوفيق، ولأهاليهم المزيد من الصبر والثبات. على الضفة الأخرى من الحدود، هناك أهالٍ في غزة وطلاب أعزاء، فقدوا كلّ شيء. يُقصفون ويُقتلون من قبل عدوّ يكرههم. يعيشون بلا وطن، وبلا بيوت، وبلا مستشفيات. أبناؤهم يعيشون: بلا أهل وبلا مدارس وبلا كتب. هؤلاء ربما فقدوا كل ما هو حق لهم على هذه الأرض. لكنّ إرادة السماء ستكون أقوى من الظالم. لا بدّ أن يعود الفرح إليهم يوماً. لا بدّ أن يكون النجاح حليفهم في ظل «امتحان» البقاء اليومي، الذي يخوضه أهل فلسطين لحظة بلحظة ضدّ العدو الإسرائيلي الحاقد، الذي يقتل ويسبي، ويريد أن يهجّر.. ويسيطر.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني