«تلغراف» إلى لبنان و«الحزب»!
«تلغراف» إلى لبنان و«الحزب»!

رأي منير- تعليق على الأحداث مع منير الحافي - Thursday, June 27, 2024 4:04:00 PM

الإعلامي منير الحافي

لمتابعة الكاتب:

mounirhafi@

X, Facebook, Instagram

مقال جريدة التلغراف البريطانية ضدّ مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، كان بمثابة «تلغراف» أي برقية على عجل، إعلاميةٍ – أمنية وربما استخباراتية إلى لبنان، دولةً و«حزباً». التلغراف مفهوم المعنى، ومفاده أنّ مطار لبنان الوحيد، ومرفق لبنان الأهم، واقعٌ تحت قبضة المعلومات والطائرات والمسيرات الإسرائيلية، بغض النظر عن كذب المعلومات المنشورة في المقال عن وجود صواريخ وأسلحة إيرانية فيه. لا أحد يعلم لماذا دخلت الصحيفة الإنكليزية في هذا النفق الخطير، لكنّ خطوة وزير الأشغال د. علي حميّة ومعه مجموعة من الوزراء والسفراء كانت ذكية وضرورية. الجولة الدبلوماسية والإعلامية على كل قاعات المطار ومخازنه، أثبتت للزائرين خلّو المطار من أي صواريخ أو أسلحة أو ذخائر. ليس هذا فحسب بل إن محيط المطار يخلو من السلاح أيضاً ويقوم الجيش اللبناني بحماية المنطقة من أي خطر أو تسلل.

هل انتهت هذه المحاولة بانتهاء الجولة ورفع الدبلوماسيين العرب والأجانب تقاريرهم «النظيفة» إلى وزارات خارجية بلادهم؟ وهل تكفي الصور والأفلام المنشورة، فتمنعَ إسرائيل وغيرَها من «اتهام» مطار رفيق الحريري بأنه يحتوي صواريخ؟ لا نعلم حتى الساعة. لكن نأمل ذلك بقوة. ونأمل من حزب الله أن يكون أذكى من إسرائيل التي تريد أن تلعب دور لبنان في محيطه العربي. حزب الله يقاتل في جنوب لبنان ضد إسرائيل ويعمل ما يراه قناعات بقتال العدو الإسرائيلي. غير أن عليه واجباً وطنياً وشرعياً ضرورياً، وهو حماية كل اللبنانيين من أي قرار أو منزلق قد يُجرّ إليه. فلبنان لا يحتمل أي ضربة غاشمة من عدوّ، رأينا أعماله الوحشية الإجرامية على أهل غزة ومنشآتها. لم يميز الإسرائيلي في غزة بين المقاومين والناس. بين المستشفيات والمدارس والمحلات. بين الأطفال وعناصر «حماس» على حد سواء. صارت الأرض في غزة: هنا كانت غزة! لا نريد أن يحصل هذا في لبنان.

بالعودة إلى مطار رفيق الحريري الدولي، لا يجوز لبعض وسائل الإعلام أن تعتمد تسميته القديمة «مطار بيروت». رغم أن بيروت عزيزة علينا جداً جداً. لكن التسمية الجديدة للمطار التي اتخذتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي إثر اغتيال الرجل الوطني، رفيق الحريري في العام ٢٠٠٥، صارت رسمية مذذاك. «مش عيب»، بل واجب، على سفير لبنان في لندن رامي مرتضى أن يعود إلى التسمية الرسمية. وليس عيباً على بعض محطات التلفزيون والمواقع المتذاكية أن تعود إلى اسم رفيق الحريري. حتى السيد حسن نصر الله عندما يتحدث عن المطار: يسميه مطار رفيق الحريري!

رفيق الحريري يشرّف. الحريري رجل وطني عربي قام ببناء بلده. لم يُضرب معول إنمائي ملحوظ في البلد، بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. عندما قرر رفيق الحريري فتح ورشة في مطار بيروت يومها، خرج إلى الإعلام سياسيون يعارضون، بحجة أن لبنان لا يحتاج مطاراً أوسع. رغم كل الضغط عليه، لم ينصت الحريري للاعتراضات بل أقدم على التوسعة لأنه يعرف أن لبنان يومها كان مقبلاً على أهم مرحلة ذهبية في حياته. أنجز المطار في العام ١٩٩٨. كما وسّع مرفأ بيروت، وأنشأ الجامعة اللبنانية وبنى ووسع الطرقات والأوتوسترادات في كل لبنان، وأنشأ مستشفى بيروت الحكومي وغيرَها الكثير. ومع مرور الوقت عرف الناس قيمة هذه المشاريع.

خلال جولة الوزراء الأخيرة على المطار، طالب وزير السياحة وليد نصار بضرورة فتح مطار الرئيس رينيه معوض في القليعات. قال: يجب وجود مطار آخر في البلد لا مطار واحد. شخصياً أوافقه وأزيد: يجب أن يسعى كل النواب، لا نواب الشمال فحسب، للضغط على المعنيين لفتح مطار الرئيس رينيه معوض. ويجب أن يسعى الحكم الجديد بعد انتخاب رئيس الجمهورية العتيد وتأليف الحكومة المقبلة المنتظرة، إلى افتتاح مطار آخر في الجنوب. ثلاثة مطارات وأكثر تكون عنواناً لمرحلة مقبلة عنوانها استقبال أعداد هائلة من المسافرين سواء اللبنانيين المغتربين أو الزائرين. نريد مطارات تستقبل الناس من كل أنحاء العالم ليشهدوا على استقرار لبنان الآتي بإذن الله. متى يحصل ذلك؟ نحن بالانتظار.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني