الشرق
يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة للصين الأسبوع الجاري تلبية لدعوة الرئيس الصيني شي جين بينج، حسبما أعلنت الخارجية الصينية، الثلاثاء، وهي أول رحلة للرئيس الروسي إلى الخارج منذ إعادة انتخابه في منتصف مارس الماضي، والثانية له خلال ما يزيد قليلاً عن ستة أشهر، ومن المتوقع أن يطرح الرئيس الروسي مع نظيره الصيني مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي "باور أوف سيبيريا 2".
وأوضحت الناطقة باسم الخارجية الصينية هوا تشونيينج، الثلاثاء، أنه "تلبية لدعوة الرئيس شي جين بينج، يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة للصين (الخميس إلى الجمعة) من 16 إلى 17 مايو".
من جانبها، قالت الرئاسة الروسية (الكرملين) إنه في ختام محادثات بوتين والرئيس الصيني من المقرر التوقيع على بيان مشترك لقادة البلدين وعدد من الوثائق الثنائية.
وأضاف الكرملين أن بوتين سيلتقي خلال زيارته إلى الصين، رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية لي تشيانج، لبحث التعاون في المجالين الاقتصادي والإنساني.
كما سيزور بوتين مدينة هاربين، حيث سيشارك في حفل افتتاح معرض "إكسبو" الروسي الصيني الثامن والمنتدى الروسي الصيني الرابع للتعاون بين الأقاليم.
وكانت آخر مرة أجرى فيها بوتين محادثات مباشرة مع شي في أكتوبر، عندما أجرى الزعيمان محادثات على هامش قمة مبادرة الحزام والطريق في بكين.
وتأتي هذه القمة في الوقت الذي تتوغل فيه القوات الروسية بشكل أعمق في أوكرانيا وبعد أيام قليلة من تعيين بوتين وزيراً جديداً للدفاع في إشارة إلى أنه يستعد لحرب طويلة الأمد"، وفق "واشنطن بوست".
ودعمت الصين روسيا سياسياً في الصراع في أوكرانيا، واستمرت في تصدير التكنولوجيا وغيرها من العناصر التي يُنظر إليها على أنها تساهم في المجهود الحربي الروسي، دون تصدير الأسلحة فعلياً.
"باور أوف سيبيريا 2"
ومن المتوقع خلال هذه الزيارة أن يطرح الرئيس الروسي مع نظيره الصيني مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي "باور أوف سيبيريا 2"، وهو المشروع الذي يبدو أنه توقف، وفق "ساوث تشاينا مورنينج".
ويمثل خط أنابيب الغاز الطبيعي المصمم لربط روسيا والصين عبر منغوليا، مشروع ذو رمزية كبيرة ويعكس الشراكة الاستراتيجية "بلا حدود" بين بكين وموسكو. وإذا اكتمل المشروع، فإنه سيحول 50 مليار متر مكعب (1.8 تريليون قدم مكعب) من الغاز الطبيعي سنوياً إلى شمال الصين، مما يعيد توجيه الإمدادات التي كانت تذهب في السابق إلى أوروبا.
وتعد الصين أيضاً، سوقاً رئيسية لتصدير إمدادات الطاقة. وقبل أيام من غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، أعلنت بكين وموسكو شراكة "لا حدود لها" وعزّزتا منذ ذلك الحين التجارة بينهما إلى مستويات قياسية.
وفي داخل روسيا، لا يزال المشروع موضع قدر كبير من الاهتمام. وقالت وكالة أنباء IA REX، إن المشروع ظل في الظل، مشيرة إلى تكهنات بأن "بكين لم تكن بحاجة إلى المشروع" أو أن هناك خلافات بشأن السعر.
وتعتبر موسكو، الصين، شريكاً اقتصادياً حيوياً، منذ فرض الغرب عقوبات غير مسبوقة على روسيا بسبب غزو أوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، استفادت الصين من واردات الطاقة الروسية الرخيصة والوصول إلى موارد طبيعية هائلة، بما في ذلك شحنات ثابتة من الغاز عبر خط أنابيب "باور أوف سيبيريا".
وازدهرت التجارة بين الصين وروسيا منذ غزو أوكرانيا، الذي لم تدنه بكين قط وبلغت قيمته 240 مليار دولار في عام 2023، وفقاً لأرقام الجمارك الصينية.
وفي أعقاب التهديدات الأميركية بفرض عقوبات على المؤسسات التي تساعد موسكو، انخفضت الصادرات الصينية إلى روسيا في مارس وأبريل الماضيين.
ويتزامن هذا التراجع مع تصاعد الضغوط على بكين لقطع العلاقات الاقتصادية مع روسيا. والعواقب المحتملة المترتبة على الفشل في القيام بذلك قد تكون ضارة بشكل خاص لاقتصاد الصين المتوتر بالفعل.