الإعلامي منير الحافي
لمتابعة الكاتب:
mounirhafi@
X ,Facebook, Instagram
صباح الخير،
بعد بثّ الحلقة الأولى من «رأي منير» على إذاعة «صوت كل لبنان» الخميس الماضي، وردني كثير من التعليقات المرحبة بعودتي إلى المذياع. من الأصدقاء من أثنى على الخطوة كي لا يغيب صوتي عن محبيه. ومنهم من طالبني بالعودة إلى الشاشة فالناس «اشتاقت لك».
أردّ على هؤلاء وأولئك شاكراً الجميع. فأنا أحب الناس بقدر ما يحبونني وأكثر. والهدف الأخير دائماً أن نساهم، كلٌ في موقعه في تثبيت اللبنانيين في وطننا لبنان، الذي نحبه ونريد أن نبقى فيه، ونحيا فيه حياة حرة كريمة.
أريد أن أذكر تعليقاً من شخص عزيز عليّ، هو الأستاذ أمين الداعوق، الرئيس السابق لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت. كتب لي: «أستاذ منير، إستمعت إليك على صوت كل لبنان. الحلو بالكلمة، النبرة المقاصدية في الصوت. والحلو، الوسطية في الفكر. الحلو، في الرجوع إلى الدولة، وهي قضية من اختصاص «السنيّة السياسية». والحلو، الدخول بالموضوع بالمباشر، لكن بالنعومة الإذاعية المحترفة. الله يوفقك. أمين الداعوق».
وبعد، طغى على لبنان في الأيام الماضية حدثان محلي وإقليمي.
انتخابات نقابة المهندسين في كل من بيروت والشمال، شغلت الأحزاب والمستقلين. فاز في بيروت مرشح التيار الوطني الحر المهندس فادي حنّا مدعوماً بأصوات مهندسي حزب الله وحركة أمل. وهكذا تمكن العونيون من اقناع حزب الله بإقناع حليفه الرئيس نبيه بري لدعم مرشحهم. ليس حباً بجبران باسيل، وإنما هرباً من شرب كأس القوات اللبنانية. خسرت القوات موقع النقيب في بيروت، وخسرت مع مرشح المستقبل، موقع نقيب الشمال. غير أن اللائحة المدعومة من المستقبل والقوات في الشمال فازت بثلاثة أعضاء: إثنين للمستقبل وواحد للقوات في مقابل فوز النقيب شوقي فتفت المدعوم من تحالف العزم- فيصل كرامي- باسيل وتجمع الإصلاح المهني، إضافة إلى المرشح للعضوية المقرب من العزم باسم خياط. كل هذا يشير بوضوح إلى تراجع التغييرين، وإلى أن حركة الأحزاب عادت إلى نشاطها الانتخابي النقابي بقوة، ربما تمريناً على الانتخابات البلدية التي لن تحصل. وما يلفت، استمرار الثنائي الشيعي الالتزام «الشرعي» بدعم أي مرشح تتبناه قيادتا الحزب والحركة. كذلك، بقي تحالفهما مع التيار الوطني الحر على الرغم من كل ما قيل عن اختلاف في الرأي في موضوع ربط المسارين الجنوبي والغزّاوي. أبارك شخصياً للنقيبين حنّا وفتفت، على أمل أن يحققا في فترة السنتين ما يريده المهندسون من استرجاع حقوقهم المالية المهدورة ودعم موقعهم المهني وإعادة تنظيم هيكلية النقابتين.
الضربة الإيرانية على إسرائيل شغلت العالم.
بدا للكون أن إيران سوف تحرق إسرائيل في تلك الليلة. ليلة السبت – الأحد ١٣نيسان كانت وبالاً على الإسرائيليين خوفاً وهرباً وربما نزوحاً. لكن في النتيجة، تم صدّ ٩٩ في المئة من من المسيّرات والصواريخ الإيرانية. لم يُصب أحد من الإسرائيليين بحسب ما أعلنت إسرائيل، وقد تتكشف الحقائق بعد مدة. أرى شخصياً أنه ذكاء إيراني، أكثر من كونه ضعفاً في بنيتها العسكرية. وهكذا، كان الجميع رابحاً. إيران ردّت على تدمير قنصليتها في دمشق. إسرائيل لم تُصب. أميركا هي ضابط الإيقاع بين عدوين لدودين. أطرف المواقف، موقف اللبنانيين. بعضهم هلّل للرد الإيراني. بعض آخر رأى في الأمر «مسرحية» مفبركة بالاتفاق بين واشنطن وتل أبيب وطهران. أما أهضم رأي، فنقله إليّ شخص كان يسهر في وسط بيروت عندما صوّر بهاتفه المحمول ما اعتقد أنه صاروخ إيراني يمر فوق الأجواء اللبنانية، فيما كانت الأجواء في السهرة البيروتية «ولعانة» وما حدا كان سامع حدا من حدّة صوت الموسيقى، الأعلى من أصوات الصواريخ!