الاعلامي منير الحافي
صباح الخير، وكل عام وأنتم بخير. لا بدّ لي في بداية هذه الحلقة، أن أشكر إذاعة «صوت كل لبنان» على دعوتي لأبدي رأيي في هذه المساحة الحرة. عسى أن يديم الله علينا الحرية: حرية رأينا، وحرية اختياراتنا، وحرية أوطاننا.
وأريد أن أوجّه تحية إلى الزميل الصديق سمير منصور، الذي زيّن الهواء لسنوات، في مثل هذه الأوقات عبر هذه الإذاعة، وهو صاحب الباع الطويل في العمل الصحافي والوطني. متمنياً له استمرار النجاح والتميز.
أمّا بعد، فـ:
عيدٌ بأية حل عدت يا عيدُ بما مضى أم لأمر فيك تجديدُ؟!
قالها أبو الطيب المتنبي في هجاء كافور الأخشيدي، نادماً على مغادرته بلاط سيف الدولة في حلب. نحتفل هذا الصباح، باليوم الثاني من عيد الفطر السعيد، الذي حلّ هذا العام أيضاً متثاقلاً، بفعل الأحداث الجسام التي تنخر جسمَ الأمة العربية، ولبنان خصوصاً. من غزة، إلى السودان. من سوريا والعراق، إلى ليبيا واليمن وغيرها. يئنّ الناس حزناً وتعباً من فرط الأهوال الأمنية والسياسية والاقتصادية والمالية الضاغطة. وفي لبنان، وطنِنا المرهق، وصل الناس إلى حافة اليأس، إلا من رحمة الله. ضياع سياسي وتخلخل اقتصادي وانهيار لليرة. وإسرائيل ماضية في ضرب جنوب لبنان وبعض بقاعه يومياً فيذهبُ شهداء أبرياء وتتدمر أبنية وأحياء. أما الدولة فقد ترهلت ونُخرت. ومجلس النواب تخلى للخارج، عن دوره في انتخاب رئيس للجمهورية. والحكومة تحاول أن تسيّر شوون الناس، فيما بعض وزرائها يعتبر عمل رئيسها الرئيس نجيب ميقاتي، ودورَها غير دستوريين! وكأن لبنان سفينةٌ من دون رُبّان أو قيادة، متروكةٌ للعواصف والأنواء في وسط المحيط! كل هذه التحديات، يواجهها اللبنانيون بالصبر، والتحايل عليها. والبعض لا يستطيع أياً منهما، فيختار الانتحار. ورأينا سابقاً وما زلنا نرى، عدد الأشخاص الذين فضلوا إنهاء حيواتهم بأيديهم، بسبب الضغط الهائل عليهم وعلى عائلاتهم. ما يزيد الطين بلة، الضغط الديموغرافي على اللبنانيين بسبب الوجود السوري الهائل في لبنان. اللبناني ليس عنصرياً بتاتاً، ومن واجباته، استضافةُ إخوانه العرب من أي ناحية أتوا. لكن مطلوب في المقابل من الضيوف أن يكونوا حريصين على البلد المستضيف. أن يحترموا أهله وقوانينه وعاداته. وعلى هؤلاء الضيوف والمضيفين، أن يكونوا صفاً واحداً ضدّ العصابات والخارجين على القانون الذين يعيثون فساداً وسرقة وجرائم. في هذا المجال، أعزي عائلة المغدور باسكال سليمان ورفاقَه وذويه، حاثّاً الجيش والقوى الأمنية، على كشف كافة خيوط اغتياله في أقصى سرعة ممكنة إحقاقاً للعدالة. مطلوب من الجميع، لبنانيين ومقيمين، أن يكونوا تحت القوانين، والكل في كنف الدولة. الدولة؟! نعم، يجب أن تعود الدولة في وقت قريب، لأنه من دون الدولة يصير كل حيّ وكل منطقة، «إمارة» بحد ذاتها، يتولاها أمير أو مسؤول أو قائد ومعه جماعته. هل نريد أن نكون في دولة أو في «مجموعة مزارع». إذاً، علينا جميعاً أن نُعيد «سيف» الدولة. يجب أن ترجع الدولة بكامل هيبتها ومكانتها ودورها. فطر سعيد، أعاده الله علينا وعليكم بالخير والأمن والأمان.. والدولة.
إلى اللقاء.
لمتابعة الكاتب:
@mounirhafi
X, Facebook, Instagram
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا