حقائق عديدة انكشفت بعد أشهر من اندلاع الحرب في غزة ما أدى الى تواتر العديد من الأنباء حول حقيقة ما كان قد تم تداوله من معلومات متعلقة بالعديد من التفاصيل الميدانية والعسكرية السياسية. وقد صبت هذه الحقائق لصالح فريق على حساب فريق آخر، فأصبحت الحرب الاعلامية أشد وتأثيرها أكبر علما انها جزءا لا يتجزأ من الحرب العسكرية.

ومنذ أيام، دوت معلومات سرعان ما تناقلتها وسائل الاعلام الدولية مفادها ضلوع بعض من موظفي وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في الهجوم الذي حصل في "7 أكتوبر"، ما دفع المنظمة الى فتح تحقيق في هذه القضية. الأمر ادى الى وقف عدد كبير من الدول للتمويل.

فكيف سيؤثر وقف تمويل الأونروا على الفلسطينيين في لبنان؟ وهل يعني ذلك الدفع في سبيل توطينهم وتصفية قضيتهم؟

في هذا السياق، أشارت مسؤولة الاعلام والتواصل في لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني جولي مجدلاني الى أن "ما جرى في 7 تشرين نتائجه كبيرة، ونحن نتعامل معها باعتبارها أساسية لاجل الحفاظ على مصالح الشعب الفلسطيني ومنهم اللاجئين في لبنان".

وعما اذا كان ما تتعرض له الاونروا جراء وقف التمويل يهدف فعلا الى التعرض للقضية الفلسطينية ويدفع باتجاه التوطين، اعتبرت مجدلاني في حديث لـvdlnews أن "المخاطر في عودة النقاش حول التوطين وتصفية القضية الفلسطينية موجودة دائما وتشكل تحديًا، والاهم هو التركيز حاليًا على الفهم الدقيق للحظة السياسية التي تجري في المنطقة لفهم مآلات المستقبل السياسي للقضية الفلسطينية".

وعن التغيّرات التي قد تطرأ على الخدمات المقدمة من قبل الاونروا في لبنان بعد وقف التمويل، قالت: "يعيش الفلسطينيون واقعًا صعبًا وقرار وقف التمويل سيزيد الوضع سوءًا، لجهة تأثّر الخدمات الاساسية التي تقدمها الوكالة في قطاعيّ الطبابة والتعليم، خصوصًا وأن عدد مدارس الاونروا يبلغ 63 مدرسة فيما يصل عدد الطلاب حوالى 38 الف طالب، اضافة الى 27 مركزًا صحيًّا".

ولفتت مجدلاني الى أن "وقف التمويل سيؤثر على عدد كبير من الموظفين العاملين في إطار الوكالة".

لم تعد إذًا آثار الحرب في غزة تقتصر على الفلسطينيين المقيمين في القطاع وفي الضفة الغربية. وفي الوقت الذي يتكلم فيه البعض عن تسويات سياسية، يبقى مستقبل الفلسطينيين مجهولًا الى أجل غير مسمى.