هذه تفاصيل ودلائل "الغزوة" الإسرائيلية في إيران!
هذه تفاصيل ودلائل "الغزوة" الإسرائيلية في إيران!

خاص - Wednesday, July 8, 2020 7:53:00 AM

كريم حسامي

نفذّت إسرائيل وعدها بمنع إيران من تخصيب اليورانيوم بكميات تسمح لها بتطوير قنبلة نووية، مهما كلّف الثمن، عير مهاجمتها في عقر دارها مقتحمةً الساحة الإيرانية بطريقة عنيفة.

 

ودخلت إسرائيل في العمق الإيراني بقوّة لا مثيل لها وأسلوب مغاير، حيث ظهر إرباك السلطات الإيرانية في التعامل مع الأحداث.  فبدأت بوصفها بـ “الحوادث" سبّبتها تسرّب الغاز التي سرعان ما استبُدلت بحقيقة الأمور على أنها انفجارات متتالية. وتسلُسل الأحداث التي تثير الدهشة والريبة حسب المتابعين تتلخص بالتالي:

 

فجر 26 حزيران، دوّى انفجار في قاعدة بمنطقة "خجير" على بعد 24 كلم شمال غربي قاعدة بارشين على بعد 24 كلم شمال طهران والمكان عبارة عن منشأة "لإنتاج الصواريخ والوقود السائل والصلب المستخدم في الصواريخ، ويُشتبه منذ فترة طويلة بأنه موقع رئيسي لترسانة إيران من الصواريخ الباليستية"، ويحوي على نظام نفق كبير تحت الأرض، وفق تقارير لوسائل الإعلام.

 

بعدها بأربعة أيام، دوّى انفجار بمركز طبي في منطقة تجريش شمال طهران، ما أدّى إلى مقتل 19 شخصاً. ونفى مساعد وزير الصحة الإيرانية ارتباط المركز المستهدف بأي نشاط نووي، فيما قال رئيس "معهد الأمن القومي" عامان يادلين إن "الانفجارين -في بارشين وسينا أطهر -مرتبطان بمنشأة خوجير لتصنيع الصواريخ".

 

وفي 2 تموز الجاري، انفجر مخزن في مفاعل نطنز النووي، أكبر مركز لتخصيب اليورانيوم في البلاد. هذه المرّة أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" انه "بخلاف التفجيرات التي شهدتها إيران: الانفجار الضخم في منشأة بارشين العسكرية في طهران، والانفجار في مستشفى في المدينة، فإن الإشارات تؤدّي إلى أن ما حدث في نطنز هو هجوم مدبّر".

وأضافت: "سبب الهجوم جهاز متفجّر وُضِع داخل المنشأة، حيث إنّه تسبّب بدمار كبير في الأقسام فوق الأرضيّة من المنشأة حيث وضعت أجهزة الطرد المركزي الجديدة، وهي خطوة مهمة في سبيل تطوير سلاح نووي، إضافة إلى رفض إيران منذ أسابيع زيارة مفتشي منظمة الطاقة الذرية هذه المنشأة".

 

أمّا في أيام نهاية الأسبوع، فوقع الانفجار الرّابع مستهدفاً هذه المرّة محطة كهرباء زرغان في الأهواز جنوب غربي إيران، في مكان يمكن أن توجد فيه منشأة سرّية.

 

وفي السياق، يقول مصدر عسكري رفيع متابع لهذه التطورات إن "سبب هذه الأعمال الأمنية المباشرة، أكان من خلال طائرات "كوادكوبتر" مفخخة أو "أف-15" أو قنبلة أو هجمات سيبرانية، إلّا أن الثابت الوحيد نجاح تل أبيب بـ “غزو" قلب إيران وضرب منجمها الذهبي المتمثل بالبرنامج النووي والصاروخي". وأضاف المصدر أنها "ضربة موجعة لها والدليل تأجيلها إعلان الجهة المسؤولة لأسباب أمنية وتلميح الحكومة الإيرانية بمسؤولية إسرائيل عن الهجوم متوعدةً بالرد في حال كان الحادث ناجم عن اعتداء أو إجراء خارجي".

 

وأشار المصدر الى ان "إحدى سيناريوهات الهجوم المتداولة أن تكون عملية إسرائيلية أميركية سعودية مشتركة ومستمرة ضدّ إيران، بعدما فشلت العقوبات الأميركية القاسية و"كورونا" على كبحها في سعيها لتعزيز برنامجها النووي، على الرغم من انخفاض الريال الإيراني السبت إلى مستوى منخفض جديد عند 215،500 مقابل الدولار مقارنة بـ208200 الجمعة".

 

لكن في الوقت عينه، لا يمكن إنكار أن هذه الانفجارات أظهرت فداحة الخلل والثغرات الذي تركته العقوبات وكورونا على البنية الإيرانية ما أدى الى تفكّك النظام، ما سمح باختراق الساحة الإيرانية وضرب النظام في صميمه، ما أظهر أيضاً نجاح الضغوط الأميركية القصوى".

 

وقد اعتبر بعض الخبراء أن "سلسلة الضربات العقابية التي وقعت في الأسابيع الأخيرة عطّلت خطط إيران لنحو شهرين، لذلك يُتوقّع انتقام إيراني".  

 

إلى ذلك، تزامنت هذه الهجمات مع زيارة المبعوث الأميركي إلى إيران براين هوك إلى الشرق الأوسط والخليج ختاماً بإسرائيل، مشدّداً على أن "واشنطن لا تزال تبحث الخيار العسكري ضدّ إيران".

                                                                                                                                         

فيما ألمحت الجمهورية الإسلامية الى وجوب تغيير الاستراتيجية ضد أميركا وإسرائيل، في إشارة الى تغيير في الذهنية ودرس طريقة الردّ على الهجمات.

 

وسط هذه التطورات، هل سيكون لإيران ردّ عملي بعيداً عن تهديد الدول الخليجية وقول الحرس الثوري إنه "أسس قواعد عسكرية للصواريخ والقوارب السريعة تحت الأرض على طول الخط الساحلي من المياه الخليجية وصولا إلى بحر عمان". وهل تزيد احتمالات رؤية عدد من الصواريخ تُطلق من سوريا أو لبنان بعدما أطلِقَت من غزة؟

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني