فيما كثُر الحديث في خلال الاسابيع الماضية عن امكانية توجّه لبنان شرقا وتحديدا الى التعاون مع الصين في ملفات اقتصادية وحيوية، تظهر في المقابل مخاوف عديدة من أن يُدخل هذا التوجه لبنان في دوامة من المشاكل مع الغرب لا سيّما الدول الاوروبية النافذة والولايات المتحدة الأميركية، خصوصا وانّ الكثير من المرجعيات السياسية اللبنانية لا تزال آمالها معلّقة على أموال "سيدر"، وتبدي خشيتها من تداعيات "قيصر" الاميركي.
مصادر مطّلعة على هذا الملف رأت في حديث لموقع VDLnews انّ "الامور لا يجب ان تكون مطروحة بصيغة "اما شرقا واما غربا" وهو الحلّ الافضل لهذه الاشكالية، حيث يجب ان تكون المصلحة اللبنانية هي المعيار الاساسي الذي يعفي لبنان من المشاكل مع الغرب".
واشارت المصادر نقلا عن الجانب الصيني الى انّ "الصين لا تتطلع لملء اي فراغ او للحلول مكان اي طرف دولي كما انها لا تفرض اي شروط سياسية في اي من تعاملاتها ولا تريد الحصرية".
واستغربت المصادر التهويل من امكانية تعاون لبنان مع الشرق وهو الذي لا يزال يريد ان يستمرّ في تسمية نفسه بـ"همزة الوصل" بين الشرق والغرب"، مؤكّدة انّ العالم بأسره يتجه الى الشرق كيف لا ولبنان لا زال يبحث عن ذلك الدور المفقود".
ولا يخفى على احد انّ الكثير من الجهات الداخلية على صعيد النخب السياسية والاقتصادية لا تزال مرتبطة تاريخيا بالقوى والرأسمال الغربي، من هنا تشير المصادر الى انّ "السؤال عن توحيد لبنان لصفوفه الداخلية هي كلها امور تتصل بأزمة النظام برمته وهي موضع خلاف تاريخي مستمر"، معتبرة انّ "ربط الامور على هذا الشكل لن يسهم في تشجيع اية استثمارات صينية".
وتعتقد المصادر انّ الحملات الاعلامية التي "استهولت" و "استفظعت" الآتي من الشرق تخفي في ما تخفيه امورا غير الظاهر، في وقت انّ الصين ما فتئت تعلن انّ ايّ تعاطي معها في المشاريع التي يحتاج اليها لبنان لا يتطلب منه ان يقطع علاقته او يغيّر ارتباطه بالغرب؛ وابدت المصادر خشيتها من ان يكون الهدف من هذه الحملات هو تعطيل أي مشاريع سواء اتت من الشرق او الغرب.
اذا وفي رحلة البحث عن الذهاب شرقا أو غربا، معضلة جوهرية يتناساها كثيرون، وهي أن المشكلة في لبنان داخلية قبل أي أمر آخر، وان المشكلة الحقيقة لا تكمن في الاتجاه انما في كيفية الاتجاه سواء شرقا أو غربا، سواء الى المجتمع الدولي أو صندوق النقد، أو أي خيار آخر.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا