تصنيف ديون إسرائيل مهدّد...واقتصادها يتحوّل اقتصاد حرب
تصنيف ديون إسرائيل مهدّد...واقتصادها يتحوّل اقتصاد حرب

أخبار البلد - Saturday, October 21, 2023 7:05:00 AM

نداء الوطن 



تستمر التداعيات الاقتصادية للحرب بين اسرائيل وحركة حماس بالتفاقم يوماً بعد يوم في موازاة حماوة العمليات العسكرية. ووضعت وكالة «موديز إنفستورز سيرفس» ديون إسرائيل قيد المراجعة ترقباً لخفض تصنيفها المحتمل في ظل تصعيد صراعها الدموي مع حماس. وقالت وكالة التصنيف الائتماني، في بيان صدر إنها تراجع تصنيف ديون إسرائيل طويلة الأجل المقومة بعملات محلية وأجنبية على حد سواء، ويبلغ تصنيف الديون الحالي «A1»، كما تتمتع بنظرة مستقبلية مستقرة.

وأضافت: «السبب الرئيسي وراء إطلاق مراجعة التصنيف الائتماني لإسرائيل هو الصراع الدموي المفاجئ الذي اندلع بين إسرائيل وحماس، بعد الهجوم واسع النطاق الذي شنته الحركة في السابع من تشرين الاول».

يأتي هذا التحذير في أعقاب خطوة مماثلة من قبل وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني، التي وضعت التصنيف الائتماني للبلاد تحت المراقبة السلبية في وقت سابق من هذا الأسبوع، حسبما أوضحت شبكة بلومبرغ.

وأضافت الشبكة: «لم يُخفض تصنيف إسرائيل قط من قبل أي من شركات التصنيف الكبرى، حتى خلال الصراعات والأزمات الاقتصادية العالمية. لكن تصنيفها كان تحت الضغط بالفعل قبل الهجوم العسكري الأخير، حيث تبنت جهات التصنيف الائتماني نظرة قاتمة على نحو متزايد، بسبب محاولات الحكومة إضعاف سلطة القضاء».

في نيسان الماضي، خفضت «موديز» النظرة المستقبلية لإسرائيل من إيجابية إلى مستقرة، مشيرة إلى «تدهور أوضاع السلطة في البلاد»، وفقاً لبلومبرغ.

حزمة مالية

وقال وزير المالية‎ ‎الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش إن الحكومة تعد ‏حزمة مساعدات اقتصادية للمتضررين من هجمات مسلحي حركة حماس ستكون ‏‏»أكبر وأوسع» مما كانت عليه خلال جائحة كوفيد-19.‏ وأضاف في حديثه للصحافيين أن اقتصاد إسرائيل ووضعها المالي، مثل انخفاض ‏نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي، قوي بما يكفي لدعم الجهود الحربية ‏العسكرية والمدنية عند الحاجة.‏

وأردف: «لدينا المال وسنستخدمه الآن في كل ما هو مطلوب بسخاء... أوقفنا كل ما ‏هو غير مهم في الميزانية ونحول كل شيء لاحتياجات الحرب ودعم الاقتصاد».‏ وقال إن إسرائيل ستزيد في الأيام المقبلة إطار الميزانية في البرلمان لتوفير «أقصى ‏قدر من المرونة لأنفسنا».‏

هروب الشركات

في المقابل، قالت شركة «نستله» السويسرية، إنها أغلقت مؤقتاً أحد مصانعها للإنتاج في إسرائيل «كإجراء احترازي»، لتنضم إلى العديد من الشركات العالمية التي أغلقت مقارها، في ظل الحرب على قطاع غزة. وأوقفت شركات عالمية عدة بعض عملياتها في إسرائيل، أو طلبت من موظفيها العمل من المنزل بعد عملية «طوفان الأقصى».

وقال مارك شنايدر الرئيس التنفيذي لشركة «نستله»، في اتصال مع الصحافيين بشأن الأرباح، «نركز على سلامة زملائنا وموظفينا. ليس لدي أي تعليق على تطور الأعمال... اتخذنا الإجراءات الاحترازية اللازمة».

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أغلقت مجموعة شركات «إنديتكس» الإسبانية العالمية مؤقتاً 84 متجراً تابعاً لها في إسرائيل، بعد يومين من عملية «طوفان الأقصى». وتملك «إنديتكس» علامات تجارية بارزة من قبيل متاجر «زارا» و»بول آند بير» و»ماسيمو دوتي» و»بيرشكا». وقالت الشركة، إنها أبلغت عملاءها بإغلاق المتاجر عبر المواقع الإلكترونية الخاصة بعلاماتها التجارية.

من جهتها أخبرت سلسلة متاجر «إتش آند إم» السويدية- التي تمتلك 20 متجراً في إسرائيل- عملاءها أنه «بسبب الوضع الراهن، قد يكون هناك تأخير في مواعيد التسليم»، بالنسبة لعمليات الشراء عبر الإنترنت.

ومنذ تفجر الصراع الأخير، أوقفت العديد من شركات الطيران الأميركية والآسيوية والأوروبية رحلاتها المباشرة إلى تل أبيب.

وفي قطاع الطاقة، كانت شركة شيفرون الأميركية قد أعلنت في 10 من الشهر الجاري، إغلاق حقل غاز «تمار»، قبالة الساحل الشمالي لإسرائيل.

وفي قطاع الأعمال طلب بنك «جي بي مورغان تشيس» من 200 موظف في إسرائيل العمل من المنزل. كما طلب كل من بنك «غولدمان ساكس» ومورغن ستانلي من العديد من موظفيهما في إسرائيل الشيء نفسه. وقبل أيام قالت مصادر ملاحية وتجارية، إن ميناء عسقلان ومنشأة النفط التابعة له في إسرائيل أُغلقا في أعقاب الاشتباكات.

وظهرت بيانات ومصادر أن تكدس السفن يتزايد في الموانئ الإسرائيلية مع استمرار العمليات في أغلب المرافئ، وسط تأهب الجيش الإسرائيلي لشن هجوم بري على قطاع غزة.

وتواجه إسرائيل رشقات صاروخية كثيفة، بما في ذلك في الجنوب، مما أدى إلى إغلاق ميناء عسقلان أقرب الموانئ الإسرائيلية إلى غزة. وفرض ميناء أسدود قيوداً على نقل المواد الخطرة، مما أدى إلى تباطؤ عبور السفن.

حرب عالمية

وحذر «راي داليو» مؤسس أكبر صندوق تحوط في العالم «بريدج ووتر أسوشيتيس» من أن الولايات المتحدة والصين على شفا حرب ساخنة، كما حذر من اندلاع حرب عالمية وحشية ثالثة. ويرى أن الخطر الرئيسي لاندلاع حرب عالمية شاملة ينبع من احتمال تورط الولايات المتحدة والصين في مواجهة مباشرة.

وتحدث «داليو» عن الصراع في الشرق الأوسط واحتمال نشوب حرب عالمية ثالثة في مقال للرأي نشر على «لينكد إن» في الثاني عشر من تشرين الاول، قائلاً: يبدو أننا وصلنا إلى منعطف حرج للغاية حيث سنرى قريباً ما إذا كانت الحرب بين حماس وإسرائيل ستمتد وإلى أي مدى ستمتد.

وأضاف: يبقى أن نرى ما إذا كانت القوى العظمى هي قوى من أجل السلام (وسوف تتراجع عن حافة الصراع المباشر) أم ستتدخل وتعبر حافة الهاوية. وأشار إلى أن الحرب بين حماس وإسرائيل تنطوي على مخاطر كبيرة تؤدي إلى عدة صراعات من أنواع مختلفة في عدد من الأماكن ومن المرجح أن تكون لها آثار ستمتد إلى ما هو أبعد من تلك الصراعات.

ويرى أن الحروب التي تشمل حماس وإسرائيل وأوكرانيا وروسيا من المحتمل أن يكون لها آثار كبيرة على صراعات القوى العظمى المستمرة.

برميل النفط إلى 140 دولاراً؟

ذكرت «آنا بواتا» رئيسة قسم الأبحاث لدى «إليانز تريد» أن السيناريو الأسوأ للحرب في الشرق الأوسط قد يؤدي لارتفاع أسعار النفط إلى 140 دولاراً للبرميل، ويدفع بالعالم إلى حافة الركود. وفي مقابلة مع تلفزيون «بلومبرج»، حددت «بواتا» احتمالية حدوث مثل هذا السيناريو عند 20% مع تحول الحرب بين حماس وإسرائيل إلى صراع إقليمي واسع النطاق يؤدي إلى توقف إمدادات النفط الخام. وأضافت قائلة: يمكننا أن نتوقع ارتفاع أسعار النفط من 90 دولاراً للبرميل إلى ذروتها عند 140 دولاراً، أو حتى 120 دولاراً في المتوسط في العام المقبل. وأوضحت أنه عند تلك المستويات من أسعار الطاقة، فإن البنوك المركزية قد تستمر فترة أطول في وضع الترقب قبل أن تتجه نحو خفض الفائدة. وأشارت إلى أن النمو العالمي ككل سيتباطأ إلى 2%، وهو ما يقترب من الحافة التي تشير إلى الانكماش. (نداء الوطن، وكالات)

الكونغرس يتحرّك لمنع استخدام العملات المشفّرة في تمويل «حماس»

طالب 86 عضواً في الكونغرس، ينتمون للحزبين الديمقراطي والجمهوري على حد سواء، إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالكشف عن تفاصيل حول خططها لمنع المنظمات المسلحة من استخدام العملات المشفرة في «تمويل الإرهاب».

أشار المشرعون إلى أن الجماعتين الإسلاميتين المسلحتين «حماس» و»الجهاد الإسلامي الفلسطيني» جمعتا ملايين الدولارات باستخدام العملات المشفرة في الأشهر التي سبقت هجوم «حماس» على إسرائيل، وجاء ذلك في رسالة إلى وزارة الخزانة الأميركية ومجلس الأمن القومي بتاريخ 17 تشرين الاول، أرسلها المشرعون بقيادة عضوي مجلس الشيوخ إليزابيث وارن وروجر مارشال، إلى جانب ممثل المجلس شون كاستن.

وفي الفترة بين آب 2021 وحزيران من هذا العام، جمعت المجموعات المسلحة أكثر من 130 مليون دولار من العملات المشفرة، وأرسل الجهاد الإسلامي في فلسطين أكثر من 12 مليون دولار من العملات المشفرة إلى «حزب الله» منذ عام 2023، وفقاً للرسالة، التي نقلت عن تقرير لصحيفة «وول ستريت».

وكتب المشرعون: «الهجوم المميت الذي شنته حماس على المدنيين الإسرائيليين يأتي في الوقت الذي أصبحت فيه الجماعة «واحدة من أكثر مستخدمي العملات المشفرة تطوراً في مجال تمويل الإرهاب، مما يوضح تهديد الأمن القومي الذي باتت تشكله العملات المشفرة على الولايات المتحدة وحلفائنا».

وفي حزيران 2023، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن العملات المشفرة تجعل منع مثل هذه الأعمال أكثر صعوبة. وفي آب 2023، صادر المكتب الوطني الإسرائيلي لمكافحة تمويل الإرهاب 67 حساباً على منصة «بينانس» مملوكة لـ»الجهاد الإسلامي في فلسطين»، وفقاً للرسالة.

في وقت سابق من هذا العام، وقعت وارن على خطاب يطالب بورصتي «بينانس» و»بينانس يو إس» (Binance US) الشقيقتين بتقديم وصف تفصيلي لأموالهما وجهودهما للحفاظ على الامتثال التنظيمي، واصفةً البورصة بأنها «مرتع» للنشاط غير القانوني الذي منح أكثر من مليار دولار في عام 2019 للمجرمين والمتهربين من العقوبات». أضاف المشرعون في الرسالة: «بينما ينظر الكونغرس في المقترحات التشريعية المصممة للتخفيف من مخاطر غسيل العملات المشفرة والتمويل غير المشروع، فإننا نحثكم على التصرف بسرعة وبشكل قاطع للحد من نشاط العملات المشفرة غير المشروع وحماية أمننا القومي وأمن حلفائنا».(وول ستريت جورنال، اقتصاد الشرق)

خوف على إمدادات الغاز

غادرت ناقلة غاز طبيعي مسال محطة تصدير في مصر وهي إما فارغة أو محملة جزئياً فقط، مما أثار مخاوف من أن الحرب بين إسرائيل وحماس ربما تعطل وصول الإمدادات إلى الأسواق العالمية. ورحلت الناقلة التي يطلق عليها اسم «سي بيك كاتالونيا» (Seapeak Catalunya) إلى الجزائر - وهي دولة أخرى مُصدرة للغاز الطبيعي المسال - بعدما أمضت يومين بمحطة تصدير الغاز «إدكو» في مصر التي وصلت إليها أواخر الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات تتبع السفن التي جمعتها «بلومبرغ». يشير هذا إلى أن السفينة إما أنه لم يتم تحميلها بشحنة من مصر أصلاً، أو أنها حصلت على كمية محدودة فقط.

تقع صادرات الغاز الطبيعي المسال تحت مجهر العالم مع دخول الحرب بين إسرائيل وغزة المجاورتين أسبوعها الثاني. وانخفضت تدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب الإسرائيلية إلى مصر بعد إغلاق حقل تمار الإسرائيلي العملاق في 9 تشرين الاول . وقد يؤثر نقص الإمدادات – أو أي اضطرابات أخرى - في قدرة مصر على تلبية الطلب المحلي، واستئناف صادرات الغاز الطبيعي المسال بعد توقفها الصيف الماضي بسبب زيادة الاستهلاك المحلي.

كتب باحثون في مركز «بروغل» (Bruegel) البحثي في بروكسل في تقرير: «تأثير الوضع الحالي على توازن أسواق الغاز المحلية والإقليمية والدولية سيعتمد في نهاية المطاف على طول مدة الصراع. وفي ظل ضيق الإمدادات في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية بشكل كبير حالياً؛ فإن احتمال فقدان الإمدادات المصرية الصغيرة نسبياً في البداية ينذر بارتفاع أسعار الغاز في جميع أنحاء أوروبا وآسيا». كما قد يؤدي تصعيد الصراع في المنطقة إلى عرقلة مزيد من مشروعات الغاز الإسرائيلية.

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني