أوتوستراد الزوق، ساحة ايليا – حلبا، اوتوستراد غزير، أوتوستراد جبيل، اوتوستراد البترون، أوتوستراد جل الديب وطرقات فرعية ورئيسية في مناطق لبنانية عدة، مثلت لبيان قيادة الجيش الذي صدر صباح اليوم وقضى بفتح كل الطرقات.
بعض المعتصمين قرروا البقاء في الشارع بطريقة سلمية من دون قطع الطريق أو عرقلة السير، الا أن الوضع ليس سلمياً كما يبدو.
الصورة في جل الديب بدت هائجة، بعد دخول الجيش الى مكان الخيم وسط الطريق "وكأنه يدخل لمداهمة المجرمين"، وفق أحد الموجودين في المكان.
دخول الجيش لم يكن هادئاً ولا مسالماً، بل قام عناصره بتكسير الخيم وابعادها وجر السيارات بالقوة وحمل بعضها لابعادها من وسط الطريق.
واحدى الثائرات قالتها بشكل علني: "اليوم كان في مدسوسين بيناتنا".
أما في جبيل، فالارتباك كان واضحاً على الوجوه، وكأن المتظاهرين انقسموا كالزيت والماء بين حاملي شعلة الثورة والحزبيين الذين استخدموها للضغط.
وبدا ذلك جلياً، بعد أن أكد أحد الواقفين في مكان ازالة السواتر الترابية أن "القرار بين الثوار كان ليلاً الاستمرار بقطع الأوتوستراد، الا أن اتصالاً صباحياً ورد لعدد من المتظاهرين من احدى الجهات النافذة التي بلغتهم بوجوب فتح الطريق في أسرع وقت ممكن وهذا ما حصل".
الخيبة كانت واضحة على وجهه عندما قال: "نحن نعرفهم ولكن على ما يبدو أنهم كانوا تابعين لجهة محددة طيلة هذا الوقت".
المشهد في الزوق، لم يكن مشابهاً والبلبلة لم تكن موجودة، والآراء جاءت موحدة بوجوب فتح الأوتوستراد، لأنه ووفق أحد الموجودين: "الناس بحقلها تشوف وج ربها".
على جسر الرينغ، الوضع بدا مختلفاً تماماً، الدموع انهمرت من عيون بعض الثوار، بعد تبلغهم بضرورة فتح الطريق، وهم لا يزالون يعملون على مشاورات فيما بينهم لاتخاذ قرار لا يخذل تعبهم والجرحى الذين سقطوا في المكان لمدة أيام.
نقاط استفهام عدة طرحت نفسها في ظل هذه المرحلة، خصوصاً بعد تداول أحاديث ليلية على مجموعات الثوار على الواتساب مفادها أن "هناك قرارا مركزيا بفتح الطريق"، ما خلق نوعاً من البلبلة بين الثوار، فالجميع يعلم أن لا قيادة مركزية لهذا الحراك الشعبي الوطني حتى الساعة.
وعلى أمل ألا تكون مشاهد الثورة الحقيقية قد ذهبت مع الريح، وألا تكون المطالب قد ضربت بعرض الحائط، يمكن التأكيد للبنانيين أن غالبية الطرقات أصبحت سالكة للتنقل بشكل طبيعي.