بئس زمن أصبح فيه دم الناس يُهدر في سبيل حفنة ليرات... هو زمن أصبح فيه رب العائلة يُقتل لغايات سخيفة، حتى أن المبالغ التي أصبحت تُستهدف للسرقة لا قيمة فعلية لها.
بسام اسكندر، رب العائلة الخمسيني الذي اختفى منذ 5 أيام، ذلك الرجل "الآدمي" والمحبوب من قبل عائلته ومعارفه، توجه منذ أيام الى جسر المطار بعد تلقيه اتصالاً من رجل سوري الجنسية، طلب منه، وبحكم عمله كسائق أجرة، أن يأخذه الى النبطية ويعيده الى منزله.
في ذلك السبت، تواصل بسام ابن كفرفالوس والساكن في الضبيه، مع زوجته وأخبرها أنه متجه الى العمل، وانطلق في تلك الرحلة التي لا عودة منها.
مصدر مقرب من العائلة أكد لموقع VDLnews أنه "بعد التحقيقات والبحث المطول عن بسام، تم القاء القبض على الشخص السوري الذي تواصل معه على أنه زبون، وخلال التحقيقات معه، أمس الأربعاء، اعترف أنه السبب خلف مقتل بسام، وأن هدفه كان السرقة، حتى أنه أرشد القوى الأمنية الى المكان الذي خبأ فيه الجثة التي كانت شبه مدفونة في منطقة شوكين في النبطية".
وعلّق المصدر على المعلومات المتداولة عبر مواقع التواصل والتي ذكرت أن المبلغ المسروق والذي قُتل بسام بسببه هو 165 ألف ليرة لبنانية، بالقول: "مبلغ زهيد قُتل لأجله رب عائلة كان همه الوحيد أن يعيل زوجته وأبناءه ويؤمن لهم حياة كريمة".
تابع المصدر: "ما من شيء يمكن أن يؤكد حالياً قيمة المبلغ الحقيقة، لكنني أرجح أن تكون الفرضية المطروحة صحيحة أو قريبة من الحقيقة لأني لا أعتقد أن بسام كان سيحمل في جيبته مبلغاً أكبر".
ورجح المصدر ألا يكون الجاني الموقوف قد نفذ العملية منفرداً، لافتاً الى أن "المغدور رجل ضخم ولا يمكن لشخص واحد النيل منه وقتله ونقله واخفاء الجثة بمفرده، لا بد أنه كان هناك شخصين على الأقل يعملون معه على العملية".
وأوضح المصدر أن "أبناء بسام توجهوا الى مستشفى نبيه بري الجامعي الحكومي وتعرفوا الى الجثة"
وقد نعت العائلة لاحقا المرحوم بسّام يوسف اسكندر، الذي سيوارى الثرى يوم الجمعة ١٨ تشرين الأول ٢٠١٩ في كنيسة مار الياس، كفرفالوس عند الساعة ٤:٠٠ بعد الظهر.
وتقبل العائلة التعازي قبل الدفن وبعده في منزل العائلة في كفرفالوس، ويوم السبت من ١٠ صباحاً لغاية ٧:٠٠ مساءً في منزل العائلة في كفرفالوس، ويوم الأحد من ١١ صباحاً لغاية ٧:٠٠ مساءً في صالون كنيسة الصعود، الضبيّة.
"راح رخيص كثير"، هذه الجملة كانت أول ما تلفظت فيه الأفواه في كل مرة تكررت فيها قصة بسام أمام أحد... ألهذه الدرجة أصبح الانسان يُقتل رخيصاً في بلادنا؟ هل جاع الناس لدرجة أن يقتلوا الآخر من أجل 165 ألف ليرة؟
أخيراً، الأيام كفيلة في اظهار ملابسات القصة كاملة، والى حينها لا يسعنا الا أن نطلب من الله أن ترتاح نفس بسام في أحضانه.