"كسرلي ضهري خسرتو وخسرت شبابو"، كلمات والده أحرقت القلوب تماماً كتلك النيران التي التهمت الخضار الشوفي ولا تزال...

سليم أبو مجاهد، ابن الـ33 عاماً، هو والد لطفلين، "شارك مع عدد من شبان في إطفاء الحرائق في بتاتر، بعد أن تأخر وصول فرق الدفاع المدني وكانت النيران قد وصلت الى المنازل"، وفق ما أوضح قريبه جهاد أبو مجاهد لموقع VDLnews.

جهاد أشار الى أن "سليم تنشق كمية كبيرة من الدخان، ما تسبب باصابته بحال من الاختناق".

 
وأضاف: "بعد نصف ساعة من الانتهاء من أعمال الاطفاء، توعّك سليم بشكل كبير وأصيب بضيق تنفس رهيب، نقلناه بسرعة الى المستشفى لكن الموت كان أسرع".

بحرقة واضحة لفت جهاد الى أن قريبه "توفي قبل أن يصل الى المستشفى لكننا رفضنا التصديق ونقلناه للتأكد من امكانية وجود بصيص أمل وسط دخان النار التي أحرقت قلوبنا على رحيله، الا أن الموت خنق البصيص ورحل سليم...".

عمّ سليم، قال ان ابن شقيقه توفي خلال تقديمه المساعدة في اخماد الحريق، وانقطع عنه الاوكسيجين، وقال: "هو شهيد انسانيته وأدبه".

سليم، هذا الشاب المقدام الذي واجه الخطر بلا خوف أو تردد رحل، وليحمي عائلته وأبناء منطقته وقف في وجه النار وبذل نفسه في سبيل من أحبهم، وعندما أنهى المهمة رحل!