"اذا كنت محتاجا لا تدفع فرزقي ورقك على الله"... هل تعلمون من هو صاحب هذه العبارة؟ هو ليس رجلاً مقتدراً يملك حسابات مصرفية كبيرة ولا صاحب مؤسسة ببزّة رسمية وعطر فاخر... هو سائق سيارة أجرة، ومن المحتمل أن يكون محتاجاً للمال أكثر من الركاب.
هو رجل اتكل على الله ومضى في طريق أعطى فيه من القليل الذي يملكه لأنه على يقين أن القدرة الالهية ستبادله نيته الطيبة بأضعاف من الخير.
هل هذا هو حال الدنيا، الفقير يعطي الفقير والغني يمتصّ دمهما معاً؟ ألهذه الدرجة أصبح العالم مظلما؟ ألا يكفي الجوع والعوز الذي نعيشه؟ ألن يتوقف الذل يوماً؟
أصبحنا ننتظر السفارات الخليجية لتتبرع بأرغفة الخبز لشعبنا! ألا يحرك في ضمائركم هذا الأمر شيئاً؟ أضحينا نحصل على رغيفنا من فضلات ثروات الأغنياء الغرباء!
أي كلمات يمكن أن تصف جمال سائق الأجرة هذا وأي عبارات يمكن أن ترسم قبح الوضع وشناعته؟
نحن شعب جوّع نفسه في صناديق الاقتراع! نحن جيل يدفع ثمن أخطاء أهله وانجراراتهم السياسية والحزبية خلف مصاصي الدماء الذين لا يشبعون أبداً! يا ليتهم كانوا بعوضاً، لكانوا ماتوا من تخمة الدماء الممتص وكنا صحلنا على الراحة!
قال لي أحدهم يوماً: "أخاف على جيلكم من اليأس والاستسلام!"، ولكنني أكدت له أن لا داعي للخوف أو للهلع لأننا جيل تخطى مرحلة اليأس والاستسلام ووصل الى مرحلة الجثث المتحركة التي لا نهج ولا أحلام ولا خطط لديها!
نحن جيل يعيش بأجساد فقدت أرواحها عندما فقدت أملها بهذه الدنيا، عرّوا مستقبلنا من أحلامه فنزفت أيامنا ما تبقى من أمل تستجدي الموت الرحيم على أمل أن ترتاح!
وعلى الكرامة السلام!
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا