15 عاما مرّ، واللبنانيون يتخبّطون داخليا في خيارات زعاماتهم السياسية. 15 عاما، وهذه الزعامات أو أشباه الزعامات، تتخبّط في المحاصصة والتناتش على الحصص. 15 عاما مرّ ولم يتطرّق أحدٌ بالعمق الى حقيقة الأزمة القائمة، الى حقيقة السوسة التي تنخر خشب الأرز.
بالأمس، طالعنا رضوان السيّد، وهو الذي هبط عليه الوحي بعد سنوات طويلة من السكون والسكينة، بمقال توجّه فيه الى اللبنانيين بالقول أن عمق الأزمة مرتبط بحزب الله، داعيا في التظاهرة المقبلة الى النزول تحت شعار "اسقاط السلاح غير الشرعي"، جهارا، لأنه بالحقيقة هو عمق الأزمة.
السيد، وفي مطالعته لأحداث السبت، ألقى باللوم على ضعف الطائفة السنيّة وكأنّه وفريقه السياسي من هذا الضعف برّاء.
ثمّ تابع في سياسة القاء اللوم والمسؤولية، ليصل الى القوى المسيحية على اعتبار أنها تتنصّل من مسؤولية مواجهة الحزب، مشيرا من جهة الى أن معركة الاطراف المسيحية المعارضة انتقلت لتكون معيشية بدلا من السيادية، فيما الاساس يكمن في المعركة السيادية.
ما دام السيد يعلم ذلك جليّا.. أين كان على مرّ الأعوام السابقة ؟
الرجل الذي وجّه انتقادا الى بهاء الحريري على اعتبار أن في الشارع ظهر "ثوّار بهاء" كما سمّاهم في معرض روايته لما جرى السبت، غابت عنه وفريقه السياسي مسألة السلاح 15 عاما.. حتّى عاد بهاء الحريري ليفتح المسألة على مصراعيها.
الحريري الذي اعتبر أن هذا السلاح يرعى منظومة الفساد والمفسدين، دفع بتيار كامل ومجموعة كاملة الى اعادة وضع الامر على الطاولة.
اليوم استذكر السيد السلاح. اليوم قرّر أن ينادي بحلّه كمدخل لأزمة البلاد. 15 عاما والتيار الذي ينتمي اليه يستفيد من السلاح ويراعيه، في دائرة من المصالح المشتركة، فرّغت الدولة من مقوّماتها سياديا واقتصاديا. 15 عاما ولم يجد السيد ولا من يلفّ لفيفه ضرورة في فتح ملف سلاح الحزب.
لا بدّ اذا بدلا من انتقاده أن يشكر السيد وآخرون بهاء الحريري.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا