رمال جوني - نداء الوطن
لم يَمرّ أكثّر من شهرين على الإنفجار الذي تعرّض له مستشفى نبيه برّي الجامعيّ وأتى على الطابق السفلي وتضرّر طوابق المستشفى وأقسامه كافة، حتّى عاد إلى العمل مجدّداً. إنفرجت أسارير المرضى، الذين ضاقوا ذرعاً جرّاء فواتير المستشفيات الخاصة.
الفرحة غمرت مدير عام المستشفى الدكتور حسن وزني، وهو يعلن عودة الحياة إلى أروقته، التي شهدت إعادة تأهيل شاملة، فيما الأعمال مستمرّة، وتحديث بنيته وأجهزته. الأهم برأي وزني أنّ «قسم غسيل الكلى لم يخرج عن الخدمة، رغم خضوعه للترميم بعد الحريق. فحياة المرضى الذين يتوزعون على 60 سريراً يوميّاً، معلّقة بأنابيب وموصولة بأجهزة تحدّد مصيرهم».
ربما يكون المستشفى الوحيد الذي لم يرفع الكلفة أو يلوّح بها. لكن معاناة مرضى الكلى تنقسم بين صعوبة التنقّل التي تُشكّل هاجسهم الأكبر من جهة، وفاتورة الدواء من جهة أخرى، حيث يلجأ القسم الكبير منهم إلى تأمينه عبر السوق السوداء بأسعار خيالية. أضف إلى ذلك أن أقسام غسيل الكلى غير متوفرة في مستشفيات المنطقة كـ»النجدة» و»راغب حرب».
يتابع وزني علاج المرضى. يسأل عن أحوالهم. يهتمّ بأدقّ التفاصيل. يحرص على توفّر العلاج والدواء للمريض، مدركاً حجم المعاناة وخصوصاً في الملفّ الصحّي.
عادت الحياة إلى أروقة المستشفى، يضجّ بالنازحين السوريين، فطبابتهم مجانية على نفقة الأمم، ما يُشكّل مردوداً للمستشفيات التي تبحث عن تمويل بالـ»فريش» دولار. لكن هذه المنفعة لا يجب أن تكون على حساب المريض اللبناني. هذا ما يشدّد عليه وزني، معتمداً على مصادر تمويل عدّة وهبات خارجية تمكّنه من إنجاز أعمال تأهيل المستشفى بسرعة قياسية.
يُشكّل المستشفى رئة المريض نحو الطبابة الحكومية. تشمل أقسامه: العناية، السرطان، غسيل الكلى، الصحّة، المختبر وغيرها. ورغم كلفة العلاج الكبيرة في مختلف المشافي، و»هجرة» المرضى باتجاه المراكز الصحيّة المنتشرة في المناطق لتلقي العلاج الأولي، غير أن وجهة المرضى هي نحو المستشفى الحكومي، لأنّ التسعيرة لا تزال بالعملة الوطنية على عكس المستشفيات الخاصّة.
أمّا عن أزمة الطبابة والممرضين التي تشهدها مستشفيات لبنان، فيشير وزني إلى أنّ الطواقم التمريضية عادت إلى عملها مجدّداً. بدوره، رأى الممرّض حسن حلال أن «استئناف العمل يعني عودة الأمان الصحّي للمرضى، إذ يشكّل الممرّضون العمود الفقري للمستشفى»، مشدّداً على المضي في عملهم بخدمة المرضى، إذ استعادت الأقسام كافة نشاطها. والجدير بالذكر أن بعضها لم يتوقّف رغم الحريق كقسم المختبر، ويؤكد الدكتور جواد عوكل «استمرارية العمل رغم الظروف والتحديات»، لافتاً إلى أنّ «المختبر يستقبل جميع المرضى المسجّلين في الضمان وتعاونية الدولة وغيرها».