الانتخابات البلدية استحقاق يعكس حجم الأحزاب وقوتها أو ضعفها
الانتخابات البلدية استحقاق يعكس حجم الأحزاب وقوتها أو ضعفها

أخبار البلد - Thursday, April 13, 2023 6:21:00 AM

اتحاد درويش - الأنباء الكويتية 

بعد أن احتل الحديث عن الانتخابات البلدية مرتبة متقدمة في ظل الفراغ الرئاسي الذي دخل شهره السادس، وبعد اعلان وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي عن موعد إجرائها في الفترة الممتدة ما بين 7و 28 مايو من الشهر المقبل.

جاء الموقف الذي أعلنه نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب بعد اجتماع اللجان النيابية المشتركة أمس ليؤكد المؤكد أنه لا جهوزية في الوقت الحاضر لإجراء هذه الانتخابات لأسباب مادية. معلنا عن نيته «تقديم اقتراح قانون لتمديد المجالس البلدية والاختيارية أربعة أشهر وإذا لم يكن أحد يريد تحمل ذلك فأنا سأتحمله».

وفيما بقيت الأنظار مشدودة باتجاه هذا الاستحقاق الذي يقدم صورة عن الوضع السياسي في البلاد، ويشكل اختبارا لقياس حجم القوى السياسية وموقع الأحزاب وقوتها أو ضعفها. فهي تسعى بكل قوتها للفوز بأكبر عدد من البلديات الذي يعكس مدى حضورها في المشهد السياسي العام.

وتشكل الانتخابات البلدية والاختيارية الذي يتشابك فيها العنصر السياسي بالحزبي والعائلي والطائفي، حدثا هاما بالنسبة للأحزاب التي تسعى للاستئثار بأكبر عدد من البلديات على امتداد مساحة الوطن، كونها تعطيها نوعا من الشرعية الشعبية التي تستمد منها قوتها في الانتخابات النيابية.

وتعتبر البلدية سلطة محلية أو دائرة حكومية تسند اليها مهمات تتصل بالإنماء، أي أنها تعمل على تطوير وانماء المدن والقرى وتعزيز دورها، من خلال وضع مخططات توجيهية تتعلق بتحسين أوضاعها على صعيد الكهرباء والمياه وتحسين الطرقات وتصريف مياه الأمطار، وكل هذه الأعمال تنفذها البلديات تحت رقابة وزارة الداخلية.وتتهم قوى السلطة بأنها ممسكة بمعظم البلديات منذ العام 1998 وهي تسخرها لخدمة محازبيها ومناصريها.

وتشكو بعض المدن والبلدات من التقصير الحاصل على مستوى الخدمات التي توفرها البلديات، وكشفت الأزمة الراهنة عن فقدان الثقة بمعظم البلديات التي تجاهلت وضع الخطط التنموية المستدامة والمتعلقة بالكهرباء حيث تتغاضى عن المخالفات التي يخضعها أصحاب المولدات على المشتركين، كما أنها تركت المواطنين يتدبرون أمورهم المتصلة بتوفير المياه ورفع النفايات ومعالجتها.

وكانت أول بلدية عرفها لبنان في بلدة دير القمر عام 1864 التي أسسها العثمانيون وكانت صلاحياتها محدودة ثم تأسست بلدية بيروت عام 1867.

وبعد 14عاما تقدمت عدة مدن بطلبات الى السلطات العثمانية، وتأسست عدة بلديات في زحلة وجونية وجبيل وصيدا وطرابلس.

وعرفت البلديات نهضة جديدة خلال فترة الانتداب الفرنسي الذي تمكن جراء نفوذه، من تطوير الإدارات العامة. غير أن دور هذه الإدارات لم يصبح فعالا الا بعد الستينيات.

وقد سيطر وجهاء العائلات على البلديات والهيئات الاختيارية حتى آخر انتخابات بلدية أجريت في عهد الانتداب عام 1934، ثم توقف ذلك حتى عام 1952، حيث أجريت أول انتخابات بلدية في عهد الاستقلال، وشهدت أول مشاركة للمرأة اللبنانية في ادارة الشأن العام، وتم تعيين ثلاث نساء في بلدية بيروت، رغم أنه في ذاك الوقت لم تكن المرأة قد حصلت على حق الاقتراع في لبنان بعد. ودشنت الأحزاب اللبنانية أول تدخل لها في الانتخابات البلدية والاختيارية ليختلط بعد ذلك الحزبي والسياسي بالعائلية والطائفية، في تقاسم الإدارات المحلية.

ويبلغ عدد البلديات في لبنان1400 بلدية، ولم يوجد منها حتى اليوم سوى 1018فقط، موزعة على كامل المحافظات اللبنانية.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني