أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن ثقته بأن صندوق الاستثمار لمنظمة الدول التركية الذي تم توقيع اتفاقية تأسيسه سيسهم في التكامل الاقتصادي لبلدانها.
جاء ذلك في تصريحات صحفية الخميس، بخصوص القمة الاستثنائية لمنظمة الدول التركية التي عقدت في العاصمة أنقرة.
وأشار أردوغان إلى أن توقيع اتفاقية تأسيس الصندوق يعد أحد المكاسب الملموسة للقمة اليوم.
وقال: "أعتقد أن صندوق الاستثمار التركي سيسهم في التكامل الاقتصادي للعالم التركي".
وفي شأن آخر، أوضح أردوغان أن بلدان المنظمة تأتي في طليعة أصدقاء تركيا الذين استجابوا وتحركوا بأسرع شكل تلبية لنداء استغاثتها عقب كارثة الزلزال المزدوج الذي ضرب جنوبي البلاد في 6 فبراير/ شباط الماضي.
وأكد أن تركيا لن تنسى أبدا ما أظهرته دول المنطقة من التضامن والاتحاد والتعاضد معها عقب كارثة الزلزال.
ولفت إلى أن الحكومة التركية ستنقل نصف مليون شخص إضافي من متضرري الزلزال إلى 100 ألف منزل مسبق التجهيز بحلول مايو/ أيار المقبل.
وشدد على ضرورة زيادة مقاومة دول المنطقة لمواجهة التحديات التي قد تعترضها مستقبلًا، وأضاف: "لذلك ينبغي لنا تعزيز قدرات منظمة الدول التركية وإمكاناتها".
وأوضح أردوغان أن الخبراء يعتبرون الزلزال من أكبر الكوارث الطبيعية في تاريخ الإنسانية، مبينا أن آلاف الهزات الارتدادية وقعت عقب الكارثة نحو 600 منها بقوة زلزال.
وأشار إلى أن فرق بحث وإنقاذ قدمت من 90 بلدًا لدعم تركيا في هذه المرحلة.
وأردف: "أرسل أعضاء منظمتنا فرقهم على الفور إلى تركيا للعمل في مجموعة واسعة من المجالات من البحث والإنقاذ إلى المساعدات الطبية والإنسانية، كما بذل أشقاؤنا جهودًا كبيرة لتلبية احتياجات شعبنا عبر مساعدات سواء عينيًا ونقديًا".
وأعرب أردوغان عن شكره العميق لشعوب الدول الصديقة والشقيقة في المنظمة التي وقفت إلى جانب تركيا في أوقاتنا العصيبة، مبينا أن العالم التركي أظهر مرة أخرى أنه متحد في السراء والضراء.
وأشار إلى أن الحكومة تخطط لتسليم 319 ألف شقة ستبنيها مؤسسة الإسكان "طوكي" التابعة لها، في منطقة الزلزال لأصحابها في العام الأول، و650 ألف شقة بالمجمل.
ولفت إلى وصول نحو 3 آلاف منزل مسبق التجهيز أرسلتها قطر، مبينًا أن نهاية الشهر ستشهد وصول 10 آلاف أخرى.
وتعهد أردوغان بإعادة المدن التي ضربها الزلزال إلى سابق عهدها في أقرب وقت بدعم الدول الصديقة والشقيقة.
وأفاد أن جدول الأعمال الرئيسي لاجتماع اليوم كان تحسين أنشطة المساعدات لتركيا بعد الزلازل والتعاون في مكافحة الكوارث وآثارها، مضيفا: "قررنا الارتقاء بالتعاون بين مؤسساتنا المعنية وتشكيل آلية حماية مدنية ضمن بنية المنظمة حتى عقد القمة المقبلة".
كما ذكر أردوغان أن القمة بحثت التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والمواصلات والطاقة التي تشكل محرك التكامل للعالم التركي.
وأكد أن الصندوق المنشأ ستكون إسطنبول مركزا له، وسيسهم في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة ومشاريع التنمية وسلال النقل واللوجستية ومشاريع البنى التحتية والاستثمارات في مجالي الزراعة والسياحة وأنشطة الطاقة المتجددة.
واحتضنت أنقرة في وقت سابق اليوم، قمة استثنائية لمنظمة الدول التركية برعاية الرئيس أردوغان وبمقترح من أذربيجان، تحت عنوان: "إدارة الكوارث والطوارئ والمساعدات الإنسانية".
وشارك في القمة رؤساء أذربيجان إلهام علييف، وكازاخستان قاسم جومرت توكاييف، وقرغيزيا صدر جباروف، وأوزبكستان شوكت ميرضيايف.
وكذلك رئيس جمهورية شمال قبرص التركية أرسين تتار، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ورئيس مجلس شورى الشعب في المجلس الوطني التركمانستاني قربان قولو بردي محمدوف بصفة دول مراقبة.