ميشال نصر - الديار
كل الجبهات فتحت دفعة واحدة. في ساحة النجمة جلسة انتخاب رئاسية مكانك راوح، «مزايدة نيابية يتوقع ان تتدحرج ككرة ثلج. في مقر الرئاسة الثالثة، جلسة لمجلس الوزراء كرست انتصارات الميقاتي المتتالية وصدور مراسيم المقررات و»يا جبل ما يهزك ريح». اما قصر بعبدا فشغور متربع على الكرسي الاول، وسجالات بالجملة، آخرها بين بكركي والحارة وان بشكل غير مباشر. اما قضائيا، فوفود اوروبية ظاهر مهمتها شيء وباطنه اشياء اخرى، اخرج «الريس طارق» عن صمته مستفيدا من الفرصة للعودة الى التحقيق من بابه العريض، بعدما بيّن انه لم «يتزحزح» عن مواقفه، و«المخيطين» في سلة احراجه لاخراجه فشل رهانهم، وباتوا في مواجهة مع من يصعب الاستقواء عليه، بسبب عصا ترهيبه وجزرة ترغيبه.
وسط هذا المشهد امور كثيرة تتغير وتتبدل ، ويبدو ان «استواءها» ستكون ثمرته انتخابات الرئاسة و«تسويتها الحكومية»، وفي مقدمتها مآل ورقة تفاهم مار مخايل التي قطع التيار الوطني الحر الامل منها، بعدما ادرك رئيسه ان الحارة تريد «من زمان مين ما كان وما بدها ياه» بحسب المصادر، وحزب الله المصر على ان الاخير سيعود الى «بيت الطاعة» وفقا لما يردده مقربون منه، اذ في الواقع «ما بقالو حدن»، وهو ما قد يكون غلطة كبيرة في الحسابات.
من هنا، يبدو ان رئيس حكومة تصريف الاعمال مصر على ملاحقة فريق العهد السابق في معركة «كسر عضم» بلغت حدا جديدا، مع قدرته على تأمين انعقاد جلسة لمجلس الوزراء حتى دون غطاء حزب الله، حيث تشير اوساط مطلعة الى ان السراي سيكثف من جلساته، التي ستشهد كل منها مفاجأة جديدة، بعدما ضمن الميثاقية والنصاب في جيبه، لن تكون بعض التعيينات ابرز وجوهها، خصوصا ان نقمة بكركي وهجماتها تصب في خدمة هذا الهدف، وتؤمن غطاء غير مباشر لاي خطوة في هذا الاتجاه.
ولكن كيف سيرد التيار الوطني الحر؟ بالنسبة لميرنا الشالوحي «الإصرار على الدعوة الى جلسات حكومية متتالية، يخرج القضية من سياقها السياسي، كترجمة لخلاف مع التيار، ويضعها في اطار اعتداء موصوف على العيش المشترك، وعلى كرامة مكون وطني كامل، بمرجعياته الروحية والسياسية، وبغض النظر عن مواقف بعض الوزراء المحترمين في أشخاصهم، لكن صفتهم التمثيلية غير قائمة على الإطلاق»، لذلك فان «ميقاتي وداعميه يكرسون أنفسهم مجددا في موقع مناقض للميثاق والدستور، بشكل لا يقبل الشك ولا يحتاج إلى دليل».
فوفقا لمتابعين لتفاصيل النقاشات الداخلية، ما زالت ميرنا الشالوحي تملك الكثير من الاوراق السياسية والشعبية التي وضعت خطة، وفقا لتوقيت محدد للعب كل ورقة، ومن ضمن تلك الاوراق امكان عقد لقاءات مع «القوات اللبنانية»، بعدما بلغت مسامع البياضة معلومات عن ان حارة حريك «نقزانة من هيك خبرية». فهل يقدم باسيل على هكذا خطوة متى دقت ساعة الحقيقة؟ وهل تعطيه معراب هذه الورقة؟
في المعطيات المتوافرة، بحسب زوار الحكيم، ان اللقاء مع باسيل وتقديم اي اوراق مجانية له غير وارد «كونه انتهى»، اما في الوقائع وتحت الطاولة فان الامور مختلفة، ذلك ان «الحكيم» يتعاطى ببراغماتية مع الامر، وهو ما توحي به الرسائل التي اوصلها اكثر من مرة خلال اطلالاته الاعلامية الاخيرة، فضلا عن ان تقاطع المصالح بين الطرفين المسيحيين حول اكثر من ملف «استراتيجي» واضح ، رغم عدم التلاقي بينهما، اقله علنا.