محمد بلوط - الديار
لم يتمكن مجلس النواب امس في الجلسة الـ 11 من انتخاب رئيس للجمهورية، في ظل انسداد الافاق السياسية الداخلية، وغياب اي مؤشر خارجي يمكن ان يؤثر ايجابا في المدى القريب بهذا الاستحقاق.
ووسط تمدد الانهيار المالي والاقتصادي، والتداعيات الخطرة على الوضع الاجتماعي والمعيشي، لم يطرأ اي جديد على صعيد الاستحقاق الرئاسي، لا سيما بعد فشل محاولتين للرئيس نبيه بري من اجل الحوار، سعيا الى التوافق على انتخاب رئيس جديد للبلاد.
وفي الشكل والمضمون لم تسفر جلسة الامس، عن اي نتائج تختلف عن نتائج الجلسات السابقة، لكنها شهدت موقفا لافتا تمثل باعلان النائبين من كتلة «التغيير» ملحم خلف ونجاة صليبا البقاء في القاعة بعد الجلسة الى حين انتخاب رئيس الجمهورية. ومساء انضم باقي أعضاء التكتل الى خلف وصليبا، ولوحظ ايضاً انضمام عضو كتلة «الكتائب» الياس حنكش، حيث قضوا الليل في القاعة العامة للمجلس.
ولوحظ ايضا ان تكتل «الجمهورية القوية» بقيادة «القوات اللبنانية» نأى بنفسه عن هذه الخطوة، بينما اعلن رئيس كتلة «الكتائب» سامي الجميل ان الكتلة قد تنضم اليها، معربا عن اسفه في الوقت نفسه انه لم يجر التنسيق مع كتلته.
ووفقا لمصادر نيابية، فان ما جرى بعد اعلان خلف وصليبا البقاء في القاعة العامة للمجلس وانضمام جميع نواب «التغيير» لهما، يعكس ان الخطوة لم تكن صادرة عن نائبين فقط، وان هناك تحضيرا لها جرى في ضوء مشاورات بين عدد من النواب «التغييريين».
والبارز ايضا، موقف «اللقاء الديموقراطي»، حيث لوّح النائب هادي ابو الحسن بتعليق مشاركة نواب اللقاء في جلسات الانتخاب، داعيا الى كسر الجمود والدوامة القائمة بمشاورات بين الكتل للخروج من هذا الوضع، ومعربا عن اسفه لافشال محاولتين للحوار.
وفيما كان عدد من اهالي ضحايا انفجار المرفأ يعتصمون عند احد المداخل المؤدية الى مجلس النواب، اثار نواب من «القوات» و»الكتائب» و»تجدد» و»التغيير» و»اللقاء الديموقراطي» هذه القضية داخل القاعة وخارجها ، وطالبوا بدعم التحقيق الثقافي للوصول الى الحقيقة والعدالة.
وفي مجريات اعلان خلف وصليبا البقاء والاعتصام في القاعة العامة الى حين انتخاب رئيس الجمهورية، سجلت الوقائع الاتية:
1- بعد الجلسة بقي خلف وصليبا داخل القاعة ومعهما عدد من نواب «التغيير» والنائب «الكتائبي» سليم الصايغ، وجرى التشاور في هذه الخطوة. ثم سجلت تحركات بين القاعة العامة والخارج قبل ان يبقى بداية 7 نواب هم: ملحم خلف، نجاة صليبا، فراس حمدان، شربل مسعد، الياس جرادي، عبد الرحمن البزري، وسنتيا زرازيري التي خرجت فيما بعد، وتحركت النائبة بولا يعقوبيان بين داخل القاعة وخارجها، قبل ان تغادر البرلمان، وترسل طعام الغداء للنواب المذكورين.
2- وسبق ان بقي النائب اسامة سعد لبعض الوقت مع النواب المعتصمين، قبل ان يغادر المجلس، وهذا ما فعله ايضا النائب اديب عبد المسيح والنائب ميشال الدويهي.
3- ابلغ نائب رئيس المجلس الياس بوصعب النواب ان التيار الكهربائي ككل يوم لن يكون مؤمنا بعد الثانية بعد الظهر، بسبب عدم توافر الكمية المطلوبة من المازوت.
4- اعلن النواب ان الكهرباء غير مؤمنة ، وهذا لن يثنيهم عن البقاء في المجلس.
5- ابلغهم بوصعب ايضا ان الباب الرئيسي للمجلس سيقفل ايضا بعد الظهر كالعادة، وسيفتح صباح اليوم، موضحا انه جرى تأمين مدخل آخر لافساح المجال امام دخول وخروج النواب فقط.
الجلسة
] افتتح الرئيس نبيه بري الجلسة، ودعا في مستهلها الى الوقوف دقيقة صمت لوفاة رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني والنائبين السابقين جميل شماس وجاك جوخدريان.
] وتليت اسماء النواب المتغيبين بعذر وهم النواب: اكرم شهيب، بيار بو عاصي، ادغار طرابلسي، طوني فرنجية، علي عسيران، وتيمور جنبلاط.
] وطلب النائب ملحم خلف الكلام، وقال: «دولة الرئيس قلت مرارا ان لهذا المجلس دورا انقاذياً، ولقد دخلنا في دوامة تعطل انتظام المؤسسات. ان الخطر يهدد الدولة والديموقراطية، وبت اخجل من نفسي ان اكون نائبا، فالشعب يطالب بالكهرباء والماء والطحين، ونحن نكرر مشهدية عبثية في العجز عن انتخاب رئيس للجمهورية». واعلن انه سيبقى وزميلته نجاة صليبا داخل القاعة الى حين انتخاب رئيس الجمهورية، معتبرا ان مواد الدستور تنص على ابقاء الجلسات مفتوحة الى حين ذلك.
] وتكلم النائب هادي ابو الحسن فقال: «عدنا الى الدوامة نفسها بعد ان اجهضت فرصتي الحوار، وهذا خطأ. عدنا الى الدوّامة والمأزق والسيناريو نفسه ونحن نشارك فيه غير راضين. وبدأنا نثبت يوما بعد يوم اننا مجلس عاجز عن انتخاب رئيس الجمهورية، ولا بدّ من الخروج من هذه الدوّامة و «الوطن عم بيروح من ايدينا». نحن على خيارتنا السياسية، ولكسر الجمود قد نضطر الى تعليق مشاركاتنا في الجلسات. ندعو كل الكتل للتشاور لكي نخرج من هذا الجمود». واعلن التضامن مع عائلات شهداء انفجار المرفأ.
] وتمنى النائب سامي الجميل صدور بيان عن المجلس النيابي للتضامن مع اهالي ضحايا انفجار المرفـأ، ودعم القضاء للاستمرار في التحقيق للوصول الى الحقيقة والعدالة.
] وقال النائب ميشال معوض، منذ اغتيال والدي، وكنت في السابعة عشرة من عمري، ونحن ننتقل من اغتيال الى اغتيال ومن تفجير الى تفجير، ويضعوننا امام عدالة «يا عدالة يا استقرار». لا «نستطيع ان نبقى على هذا المنوال تجاه اكبر عملية تفجير في التاريخ». وانضم الى الجميل بالمطالبة باعلان موقف من المجلس تجاه هذه القضية.
عملية الاقتراع
وبعد ذلك جرت عملية الاقتراع وجاءت النتيجة على الشكل الآتي: 37 ورقة بيضاء، و34 صوتا للنائب ميشال معوض، و14 صوتا لـ «لبنان الجديد»، و7 اصوات للدكتور عصام خليفة، و2 لزياد بارود، وصوت للنائب السابق صلاح حنين، وصوت لميلاد ابو ملهب الذي احدث ضوضاء في القاعة فاعلن الرئيس بري عدم السماح له في الجلسة المقبلة بالدخول الى المجلس.
واعتبرت 15 ورقة ملغاة منها 6 اصوات كتب عليها عبارة «الاولويات الرئاسية» (من نواب تكتل لبنان القوي الذين وزعوا اصواتهم بين هذه العبارة والورقة البيضاء) وواحدة بعبارة «الحوار لاجل لبنان» وضعها النائب كريم كبارة، و4 بعبارة «ميشال معوض العدالة لضحايا 4 آب» و3 بكلمة «التوافق»، وواحدة لعصام خليفة مصحوبة بعبارة واخرى باسم «بيرني ساندرز».
] وقبل الدورة الثانية تبين ان النصاب لم يعد مؤمنا، فرفع الرئيس الجلسة بعد تلاوة محضرها.
] ولدى رفع الجلسة، كرر خلف المطالبة بابقاء الجلسات مفتوحة.
] فرد الرئيس بري «مش عليّي هاللعبة».
مواقف نيابية
] وبعد الجلسة قال النائب جورج عدوان باسم تكتل «الجمهورية القوية»: «اننا لن نقبل الا رئيس جمهورية سياديا يعيد بناء الدولة، ويعبر عن اراء اكثرية اللبنانيين». واكد الوقوف الى جانب ضحايا انفجار المرفأ، داعيا الى دعم القاضي طارق بيطار. وقال «انه من المعيب ان نأخذ قضية بحجم انفجار مرفأ بيروت الى زواريب صغيرة».
] وشدد النائب ميشال معوض على «اننا نخوض معركة سياسية بوجه ايصال رئيس صوري لن يغير شيئا، ونخوض معركة ضد محاولات الاخضاع والتعطيل على حساب الدستور».
] واعلن النائب ملحم خلف البقاء في القاعة العامة ورفض الاستمرار في نهج التعطيل، وقال: «نحن باقون داخل المجلس لنفتح فجوة خلال تطبيق الدستور ولنقول لا يمكن اقفال المجلس النيابي، ولو قطعوا الكهرباء فهي اصلا مقطوعة عن كل الناس، ولتبق الجلسات مفتوحة والدورات متتالية الى حين انتخاب رئيس الجمهورية».
] وقالت زميلته نجاة صليبا «اننا نعي مخاطر الشغور وندعو سائر زملائنا النواب الى تحمل مسؤولياتهم الوطنية امام التاريخ والناس، ولهذا السبب سنبقى داخل قاعة المجلس دفعا لغاية انتخاب رئيس للجمهورية».
ad
] وقال النائب سامي الجميل «خطوة النائبين ملحم خلف ونجاة صليبا وطنية بامتياز، وللاسف لم يتم تنسيقها معنا، ويمكن ان ننضم في اي وقت الى هذه الخطوة».