علي ضاحي - الديار
لمرة ثانية واخيرة، أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله امس الاول، ان انعقاد الحكومة بهيئة تصريف الاعمال لاقرار قضايا وامور ومراسيم حياتية وحيوية من الناحية القانونية والدستورية والاخلاقية والانسانية والشرعية، امر واجب ومفروض على وزراء حزب الله. كما أكد السيد نصرالله حق حزب الله بتلبية اي جلسة حكومية مقبلة، ومن دون الحاجة الى التبرير والشرح، وتأكيد ان الحضور الحكومي ليس له لا بعد سياسي ولا عزل في اتجاه اي مكون، سواء اكان «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل او غيره.
وما لم يكشفه السيد نصرالله صراحة، تكشفه اوساط قيادية في 8 آذار ومطلعة على العلاقة بين حزب الله وباسيل، وكذلك علاقة حزب الله بحلفائه في 8 آذار. وتؤكد الاوساط ان اصرار باسيل على رفض انعقاد حكومة تصريف الاعمال ولأي سبب كان، دفع بالسيد نصرالله الى التأكيد الاستعانة بخبراء دستوريين، ومن الطوائف كافة ، لتشريع حضور الجلسة ومقرراتها. وتشير الى ان لو كان باسيل ايجابياً ، ولم يصر على السلبية والمقاطعة للجلسات الحكومية مهما كان سبب انعقادها، وتحميل حزب الله مسؤولية تأمين النصاب وتغطية رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ودعواته المتكررة لعقد الحكومة للضرورة، وتلويحه بانعكاس حضور الحزب على العلاقة الثنائية، لما كان السيد نصرالله ليعلن موقف حزب الله ورؤيته بالاعلام، ولم يبلغه لباسيل عبر موفدين.
وتؤكد الاوساط ان تمسك باسيل بهذه السلبية تجاه حزب الله والتي عبر عنها في اكثر من موقف ومناسبة، وفي مؤتمره الصحافي الشهير بعد الجلسة الاولى في 5 كانون الاول الماضي، وتطرقه الى العلاقة مع حزب االله والسيد حسن نصرالله بالشخصي، دفعت السيد وحزب الله الى الاعلان بشكل واضح وصريح، ان حزب الله لن يسحب يده من التفاهم مع باسيل و»التيار»، ولكن لن يمنعه من سحب يده من التفاهم اذا هو اراد ذلك.
وتؤكد الاوساط ايضاً، انه بقدر ما يتمسك حزب الله بالتحالف مع باسيل، يجب ان يتمسك به باسيل، لانه ايضاً حاجة له كما هو حاجة لحزب الله. وتضيف الاوساط ان هذه المراعاة في السياسة و»الخواطر» تتوقف عند خط احمر لا يخجل حزب الله وحلفائه في مناقشته، وهو منح «حق الفيتو» السياسي والاجرائي لتعطيل اي جلسة حكومية ورئاسية، وربما اي خيار سياسي آخر. فالصداقة السياسية والشخصية والعلاقة الحميمة والشخصية والسياسية بين حزب الله وباسيل او اي احد من حلفائه، لا يعني تخويل اي طرف ان يمسك بحق الفيتو كمطلب وحق «مقدس» له وممنوع على الآخرين. كما ان هذه الصداقة لا تعني ان يملي الحليف على حليفه اي قرار او اجراء متى كانت مصلحته السياسية تقتضي ذلك ، او ان يبتزه لامر ما سياسي او غير سياسي!
في المقابل، ومع اصرار حزب الله على مواقفه وقناعاته، ورفض الابتزاز السياسي او منح «الفيتو» لحليف او لخصم، تترقب الساحة السياسية، وخصوصاً في مقلب حزب الله وحلفائه في 8 آذار رد فعل باسيل ومواقفه المضادة لحضور حزب الله جلسة الحكومة.
وفي حين تؤكد اوساط «التيار الوطني الحر» ان حضور حزب الله وترك «التيار» وحيداً هو مرفوض من باسيل و»التيار»، وسيكون محل درس لابداء الرأي والموقف والتصرف حوله، وتلمح الاوساط الى ان هناك قراراً هاماً سيعلنه باسيل في اليومين المقبلين، ومن دون الافصاح عن القرار بالتصويت لمرشح محدد او الورقة البيضاء في جلسة اليوم الرئاسية.
في المقابل، لا تستبعد الاوساط البارزة في 8 آذار نفسها اقدام باسيل على ردة فعل سلبية في الجلسة الرئاسية اليوم، كما لا تستبعد من باسيل «الانتحاري» القيام بأي خطوة سلبية قد تكسر «الجرة» مع حارة حريك هذه المرة، كتسمية مرشح من دون تنسيق مع الحزب، او الذهاب نحو اعلان «فض» التفاهم مع حزب الله!