فادي عيد - الديار
كما كان متوقعاً، فإن جلسة انتخاب الرئيس في المجلس النيابي هي عينها كسابقاتها، مع فارق أن «التيار الوطني الحر» حاول «زكزكة» حلفائه من خلال الإقتراع للبعض، في رسالة واضحة بما معناه أنه قد يكون خارج أي اصطفافات وتحالفات في حال استمر تجاهله، والتعاطي معه كما حصل في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، وبناء على هذه الأجواء والمعطيات، فإن اللقاء الذي حصل في إحدى قاعات المجلس بين نواب «الوفاء للمقاومة» وبعض نواب «تكتل لبنان القوي»، إنما كان جلسة مكاشفة ومصارحة على أن يضبط «التيّار» نوابه وجمهوره على مواقع التواصل الإجتماعي، بحيث تحدثت معلومات، عن أن هناك اتصالات على مستوى عالٍ قد تتطوّر إلى لقاءات على مستوى رفيع أيضاً، وتكون بمثابة التوافق على الرئاسة، دون أن يخسر هذا الحليف حليفه والأمر عينه للحليف الآخر، نظراً لمقتضيات الوضع البالغ الخطورة في لبنان في هذه المرحلة.
وعليه، تنفي المعلومات، كلّ ما أُشيع أن «التيّار البرتقالي»، في صدد التنصل من اتفاق مار مخايل، معتبرةً أن ما جرى بأنه يصبّ في خانة «الشعبوية والمناورات السياسية وتسجيل المواقف، أمام ما ينتظر «التيار الوطني الحر» والبلد من عهد جديد وحكومة مماثلة عندما يأتي الظرف المؤاتي، وهذا ما يشكّل قلقاً لـ «التيار» الذي، وجرياً على عادته، يثير غباراً سياسياً أمام جمهوره، وهذا ما حصل في الأيام الماضية منذ جلسة مجلس الوزراء، وما أعقبها من تداعيات على غير صعيد ومستوى.
في هذا الإطار، تشير المعلومات التي تنقلها مصادر سياسية مواكبة للأجواء الراهنة، إلى أن بري تمكن في الجلسة الأمس من فتح قنوات تواصل، بإمكانها أن تؤدي للحوار عبر ردّه على عضو «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم، ما يدلّ أن رئيس المجلس، والذي حدّد في الخميس المقبل، الجلسة العاشرة لانتخاب الرئيس، والتي ستكون آخر جلسة في هذا العام، باعتباره على جانب كبير من معلومات ومعطيات يملكها بأن رئيس الجمهورية المقبل لن يُنتخب هذه السنة. ولكن، ثمة مؤشرات بأن الشغور الرئاسي لن يطول كما حصل قبيل انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، إضافة إلى أن ما يمرّ به لبنان من تدهور مالي واقتصادي مريب، قد يؤدي في أي توقيت إلى إشعال البلد، ودرءاً لذلك، فإن استغلال هذا الوقت الضائع إلى حين تبلور المساعي الداخلية والخارجية، سيتلقّفه بري عبر حوار مع غالبية القوى، ولو دون طاولة حوار جامعة، إذ من شأن ذلك أن ينفّس الإحتقان السياسي ويساهم في تنقية الأجواء، وهذا الخيار الذي سيقدم عليه لن يقاطعه أي فريق، بدليل مداخلة النائب كرم وحيث ردّ رئيس المجلس التحيّة بالمثل.
وختاماً، فإن الأيام المقبلة لن تشهد مفاجآت رئاسية كما توقع البعض، أو انفراط عقد بعض التحالفات على غرار ما جرى الحديث عنه والمراهنة عليه بالنسبة لتفاهم مار مخايل، بل سيدخل البلد أو الجميع في إجازة الأعياد، لا سيّما وأن معظم النواب والمرجعيات السياسية سيتوجّهون إلى الخارج لتمضية فرصة الأعياد.
وبالمحصلة، تلاحظ المعلومات، أن المعنيين بالملف اللبناني من أميركيين وفرنسيين وسواهم، هم بدورهم سيقضون عطلة الأعياد مع عائلاتهم، ولذا، فإن هذه الإجازات ستُبقي الساحة الداخلية هي أيضاً في إجازة، مع تفعيل دور الأجهزة الأمنية للحفاظ على الإستقرار تجنّباً لحصول أي إشكالات أو خربطات أمنية قد تحدث، من خلال بعض الذين قد يستغلّون هذه الفترة، وهذا ما يقطع الطريق على المخلّين بالأمن ومستغلّين ما تعانيه الدولة ومؤسّساتها من فراغ على كافة الأصعدة.