علي ضاحي - الديار
ثلاثة اشهر مضت على إنجاز «الجماعة الاسلامية» لانتخاباتها التنظيمية الشاملة، والتي تم تأخيرها الى ما بعد الانتخابات النيابية والتي فاز فيها مرشحها عماد الحوت وحيداً ليمثلها في مجلس النواب.
وفي جلسة مغلقة مع عدد من وسائل الاعلام ومنها «الديار»، يكشف الامين العام لـ»الجماعة» الشيخ محمد طقوش عن رؤية «الجماعة» للمرحلة المقبلة، ومقاربتها للمتغيرات اللبنانية والاقليمية والدولية.
ورداً على سؤال عن طبيعة العلاقة الحالية مع حزب الله، يؤكد طقوش ان العلاقة مع حزب الله لم تنقطع يوماً لكنها تأثرت بالوتيرة والمنسوب، وتفاوتت بين الفتور والضعف بسبب التباينات على الملف السوري وبعض المقاربات الداخلية.
ويشير طقوش الى انه متمسك بأن المكون الشيعي وحزب الله والثنائي الشيعي، يشكلون ثلث الشعب اللبناني اقله، لذلك لا يمكن تجاوزهم وتجاهلهم و»رميهم في البحر».
ويؤكد ان لا سبيل لحل الخلافات مع المكون الشيعي، واي مكون لبناني آخر الا بالحوار، لذلك يجب التحاور مع حزب الله على قاعدة توسيع المشتركات ولانه امر واقع شعبي وسياسي موجود وله تمثيله الوازن.
ويؤكد حصول لقاء بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والامين العام السابق للجماعة عزام الايوبي قبل الانتخابات النيابية، وامتد اللقاء على مدى 7 ساعات وتم تناول كل الملفات المحلية والعلاقة الثنائية وتطورات المنطقة.
ويكشف طقوش عن تحضيرات بين حزب الله والجماعة الى لقاء كبير وجديد بينهما لإعادة تسخين العلاقة وتفعيلها، ولم يحدد مستوى وحجم وتوقيت اللقاء بعد.
ويؤكد طقوش رفع مستوى التنسيق السياسي والامني وخدماتياً واغاثياً بين حزب الله والجماعة ولا سيما في المناطق الحدودية الجنوبية.
ويكشف عن ايلائه المقاومة بكل وسائلها ووجوهها ضد العدو الصهيوني بما فيها العسكري والامني وبالتنسيق مع المقاومة في لبنان.
ويؤكد ان «الجماعة» وحزب الله يحملون هماً مشتركاً، وهو الحفاظ على الوحدة السنية-الشيعية ومنع تسلل الفتنة الى البيت الاسلامي – الاسلامي.
كما يحمل الطرفان همّ الاسرة ومنع تفككها امام ظواهر الانحراف والشذوذ الجنسي. وما يشهده اللبنانيون على صعيد تعزيز مناعتهم ضد التطورات الاخلاقية السلبية في لبنان خطير للغاية.
وعن العلاقة مع دمشق وبعد عودة التواصل بين «حماس» والنظام السوري، يكشف طقوش عن استمرار القطيعة مع سوريا. ويرفض تقييم اعادة حماس التواصل مع دمشق لا سلباً ولا ايجاباً.
ويشير الى ان «الجماعة الاسلامية» حزب لبناني وله همّ داخلي لبناني، وهو يرتبط فكرياً بـ»الاخوان المسلمين» حول العالم ولكن ارتباطه به ليس عضوياً ولا يتلقى لا تعليمات ولا يلتزم بأية قرارات صادرة عن قيادات التنظيم الدوليين.
ويؤكد طقوش ان العلاقة مع ايران جيدة وتمر بـ»طلعات ونزلات»، ولكن «الجماعة» تشكرها على دعم المقاومة في لبنان وفلسطين، ولا سيما ان «الجماعة» تتبنى المقاومة كسبيل لتحرير الارض اللبنانية المحتلة وكذلك فلسطين بكل الوسائل المتاحة ومنها العسكرية وايران تتنبى وتدعم هذا الجانب.
اما عن العلاقة بالسعودية، فيؤكد انها علاقة طبيعية والتواصل مع السفير السعودي في لبنان وليد البخاري موجود.
ويكشف طقوش ان «الجماعة» لا تتلقى اي تمويل خارجي لا من قطر ولا من تركيا او من «اخوان مصر»، ويشدد على ان خطاب «الجماعة» واحد ومتماسك ولا تباين او انشقاقات في صفوفها.
وعن ترتيب البيت السني بعد تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي الشخصي والنيابي والحكومة وكذلك غياب تيار «المستقبل» عن الساحة السياسية الداخلية، يكشف طقوش عن تحضير «الجماعة الاسلامية» لمبادرة حوار للم شمل البيت السني. كما يكشف عن جولات من اعضاء المكتب السياسي للجماعة على العديد من الشخصيات اللبنانية والاحزاب والقيادات الوطنية والسنية وغير السنية، وقد بوشر بطلب المواعيد.
وعن المرشح الرئاسي المطلوب، يؤكد طقوش ان «الجماعة» تؤيد اي مرشح توافقي وله برنامج اصلاحي وواضح. ويضع في اولوياته مكافحة الفساد.
وهو لا يرى حتى هذه اللحظة ان هذه المواصفات تنطبق على سليمان فرنجية، علماً ان نائب «الجماعة» عماد الحوت لا يزال يصوت حتى الساعة بورقة «لبنان الجديد» في جلسات انتخاب الرئيس.