فادي عيد - الديار
ما زالت تداعيات جلسة مجلس الوزراء يوم الاثنين الماضي مستمرة، على الرغم من الإتصالات التي جرت للتهدئة من قبل مرجعيات سياسية وروحية بعدما أخذت المواقف أبعاداً طائفية، وتوسعت دائرة الإنقسام السياسي، وفي هذا الإطار، تشير المعلومات، إلى أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وبعيداً عن الأضواء والإعلام، التقى في الساعات الماضية نواباً وموفدين من معظم الكتل النيابية بناء على طلبه للتشاور، كيلا تتفاقم الأمور ويقع الجميع في دائرة الخطر، وذلك، في خضم ما يسود البلد من ظروف اقتصادية تتّسم بالخطورة. وتقول المعلومات، أن الرئيس بري ارتأى أن تؤجل جلسة الإتصالات بالأمس، كي لا يقال بأنها موجّهة ضد فريق سياسي، وأن فتح الملفات بدأ من خلال الإنتقام السياسي بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، ووفق المعلومات، فإنه كان لرئيس المجلس دور تهدوي حول هذه المسألة، في حين أن المساعي والإتصالات تطرّقت إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقرّرة اليوم، كيلا تخرج الأمور عن مسارها، بعدما قيل ان «التيار الوطني الحر» سيردّ على كل من رئيسي المجلس والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي في هذه الجلسة، وقد يفجّر «التيار» في هذه الجلسة مفاجأة في إطار المناكفات السياسية، ولكن إلى الآن، وبفعل الاتصالات التي بقيت مستمرة حتى فجر اليوم، فإنه ليس ما يؤكد على أن «التيار البرتقالي» في صدد المهادنة مع بري وميقاتي، وبالمحصلة، أن المفاجأة في حال حصولها فإنها ستتمثّل بالاقتراع لمرشح من خارج الأسماء المتداولة، ومن الطبيعي ليس للنائب ميشال معوض، بمعنى أن «التيار» يكون بذلك قد تخلى عن حلفائه بتخليه عن الأوراق البيضاء، لذا، يبقى السؤال ما إذا كان باسيل سيقدم على هذه الخطوة التي دونها عقبات، ربطاً بتحالفاته المعروفة، وحيث لا يمكنه التخلي عنها في ظل خصوماته مع معظم القوى السياسية والحزبية، ومن كل الأفرقاء والأطراف.
من هذا المنطلق، تشير المعلومات أيضاً، إلى أن الجميع باتوا في وضعية لا يمكنهم من خلالها «اللعب في قعر الوادي»، نظراً لعدم قدرتهم على مكاشفة محازبيهم وجمهورهم عبر هذا النزف الإقتصادي والإجتماعي، والذي بدأ يدق أبوابهم ويشكل لهم إحراجاً كبيراً، وهذا ما حذّر منه أحد رؤساء الأحزاب البارزين، الذي أشار إلى أن لبنان على وشك الدخول في حروب إجتماعية متنقلة لن ترحم أي زعيم أو حزب أو طائفة، ودعا لترك الأمور في عهدة الرئيس بري، حيث لديه أكثر من صيغة للحل والخروج من هذه الأزمات، إنما ذلك يحتاج إلى حوار وتلاقٍ، وهذا ما ترفضه بعض القوى السياسية والحزبية دون أن تدرك مغبة ما يمكن أن يصل إليه البلد من انهيار غير مسبوق.
وأخيراً، وأزاء هذه الأجواء، فإن التعويل، وفق المدركين بما يجري، إنما يكمن في ما ستقوم به بعض العواصم الغربية، وفي طليعتها باريس للمساعدة والمساندة، ولكن، وبعدما كان هناك حديث ينقل إلى المسؤولين اللبنانيين عن أجواء تشير إلى تسوية قريبة إثر لقاء الرئيسين الأميركي والفرنسي جو بايدن وإيمانويل ماكرون، فإن ذلك أعطي أكثر من حجمه، ولذا، فإن زيارة ماكرون إلى لبنان لم تُحسم بعد، وإن كانت واردة، ولكن ثمة أولويات طغت على ما عداها جراء التطورات الدراماتيكية للحرب الروسية ـ الأوكرانية، وهذا ما تهتم به واشنطن كأولوية مطلقة، في حين أن الدور الفرنسي قد يكون الوحيد الذي من شأنه أن يؤدي إلى حلّ لمعضلة الرئاسة، لذا، المسألة ليست بالسهولة التي توقّعها البعض نظراً للانهيار الاقتصادي في أوروبا، وما تعانيه فرنسا بشكل خاص في هذا السياق.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا