محمد علوش - الديار
لم يُهادن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، حزب الله، حليفه الأوحد على الساحة اللبنانية بعد انعقاد جلسة الحكومة، ووصل الأمر ببعض مسؤولي التيار للترويج أن حزب الله، المعروف بوفائه بوعوده، لحلفائه، والتيار على رأسهم بعد تجربة انتخاب ميشال عون عام 2016 بعد عامين ونصف من الفراغ كرمى لعيون الجنرال، أخلّ بوعده للتيار، وحضر الجلسة الحكومية، وهو ما اعتبره التياريون «طعنة»، في تلميح الى ما مصطلح «الطعن» الذي يرفضه حزب الله في أي مرشح رئاسي.
لكن أبرز المواقف التي صدرت عن الوطني الحر بعد جلسة الحكومة، كانت تلك المتعلقة بالملف الرئاسي كونه الاهم والأبرز في المرحلة الراهنة، فبالنسبة للتيار أنه «إذا اعتقد حزب الله ان هذا النوع من الجلسات قد يضغط على التيار الوطني الحر للذهاب بالأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية فهو أمر «مُحزن» فقواعد التيار لا تتغيّر بالضغط، وعلى المكوّن السني والمكوّن الشيعي احترام المكوّن المسيحي في انتخابات رئاسة الجمهورية».
من المعروف أن العلاقة بين الحزب والتيار لن تصل إلى حد القطيعة التامة، نظراً للمصالح السياسية والاقتصادية المتبادلة، وهذا ما يحرص الجانبان على تأكيده في الوقت الراهن، لكن في المقابل ما حصل يحتاج إلى معالجة جدية، وهذه المعالجة لا يمكن أن تنطلق، بعد السقف الذي كان قد ذهب إليه التيار في مواقفه الأخيرة من الحزب، من دون الأخذ بعين الإعتبار الهواجس التي لدى التيار رئاسياً، وهو ما يجب أن يُترجم على مستوى الخيارات الرئاسية، خصوصاً أن التيار قد يذهب إلى بعض الخيارات الاستفزازية من أجل الرد على رسالة جلسة مجلس الوزراء، وإحراق ورقة ترشيح فرنجية بشكل نهائي، وهذه الخيارات بحال اتخذها التيار في الجلسة المقبلة عبر كتابة أحد الأسماء، وهو ما يطالب به نواب في تكتل «لبنان القوي»، ستكون بهدف إحراج حزب الله بالدرجة الأولى.
بحسب مصادر متابعة فإن حزب الله الذي أخذ قرار المشاركة الحكومية يعلم أنه سيكون هناك ارتدادات على العلاقة مع التيار، ولمن فاته الأمر، فإن حزب الله هو الذي بادر باتجاه الوطني الحر رئاسياً والأخير هو من يعارض ويريد اعتماد مبدأ التسويق الرئاسي بعيداً عن حزب الله.
وتؤكد المصادر أن الحزب قد يذهب بعيداً بعد الخلاف مع التيار حول الخيارات الرئاسية، والمعنى هنا أنه قد يلجأ الى تثبيت ترشيحه لسليمان فرنجية وعندها لن يقبل بالبحث بالخيارات البديلة، مشيرة الى أن التيار يعلم جيداً طريقة عمل الحزب وقد خبرها خلال المرحلة الماضية، وقد لا ينفع معه محاولات الضغط التي يحاول التيار القيام بها بالشق الرئاسي.
قد يكون الحل الأفضل بين حزب الله والتيار الوطني الحر هو الحوار قبل اتخاذ خطوات «رئاسية» تجعل العودة الى الوراء صعبة، ففي حال رغب التيار بالإفتراق عن الحزب عليه الاستعداد للذهاب حتى النهاية بخياراته، فالحزب لن يكون بصدد التساهل بأمور استراتيجية كرئاسة الجمورية، خاصة بظل عدم وضوح الصورة الاقليمية وازدياد الضغط الدولي على المحور الذي يعتبر حزب الله نفسه ركناً أساسياً فيه.