الديار
المنطقة تعيش مرحلة الوقت الضائع، الاميركيون غير مهتمين بالملف اللبناني بعد انجاز الترسيم وينتظرون تبلور نتائج زيارة الرئيس الصيني الى الرياض، وتشكيل الحكومة الاسرائيلية وانتفاضة الشعب الفلسطيني، بالاضافة الى الاحداث الايرانية والانتخابات التركية بعد رفض الرئيس السوري الاجتماع باردوغان قبل الاستحقاق الانتخابي الرئاسي في حزيران رغم الضغوط الروسية والاهم الحرب الروسية الاوكرانية. هذه الملفات لن تتبلور قبل نصف سنة واكثر، والجميع الان يلعب في الوقت «الضائع»، وربما تشهد المرحلة الانتقالية مشاكل هنا وهناك وتصاعدا في المناوشات الاعلامية، وفوضى محدودة تحت السقف دون اي تغيير في « الستاتيكو» الحالي سياسيا واقتصاديا وامنيا، والذين التقوا السفير السعودي عبد العزيز البخاري مؤخرا لاحظوا ان الملف الرئاسي ليس اولوية وما زال البحث في العموميات، رغم ان البخاري كرر رفضه وصول رئيس من ٨ اذار بغض النظر عن الارتياح لدور فرنجية والعلاقة الجيدة معه، وعاد السفير السعودي الى تمرير فكرة التوافق على الرئاستين الاولى والثالثة مسبقا مع التمسك بتسمية رئيس الحكومة. اما القطريون، وحسب المعلومات، فقد طرحوا اسم قائد الجيش العماد جوزف عون امام جبران باسيل وحضوه على تبني عون، لكنه تمسك بالخيار الثالث خارج قائد الجيش وفرنجية متحدثا بايجابية عن بعض الاسماء، وفي مقدمها زياد بارود، لكن القطريين تمسكوا بدعم جوزف عون.
حزب الله وباسيل
خطوط التواصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر اصيبت بعطب كبير وجروح لن تندمل في الوقت القريب، لكنها ليست «ملتهبة» الى حد اليأس من علاجها، وسط قناعة من الطرفين باستحالة «الطلاق الماروني» ولو تكرس الافتراق الرئاسي كليا، ووسطاء الخير الذين التقوا باسيل وحزب الله وانتقلوا بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك حتى ساعات الصباح الاولى وطوال يوم امس، لمسوا مدى الانزعاج الكبير لدى باسيل بعد عقد الجلسة الحكومية، والقناعة الكامنة لديه عن استهدافه والاقتصاص منه وصولا الى كسره وتحجيمه من قبل نبيه بري بالاستناد الى نجيب ميقاتي، مستغربا صمت حزب الله وسكوته عن هذه المحاولات الاقصائية ضده شخصيا. واكد باسيل «استحالة استمرار العلاقة» معه في هذه الطريقة، وربما «فضلوا سليمان فرنجية على جبران باسيل والتيار»، لكن سعاة الخير سمعوا في المقابل من باسيل، حرصا على العلاقة مع حزب الله، وما «يكنه» من محبة واحترام لسماحة السيد حسن نصرالله، ولا شيء يفرقنا استراتيجيا مع التمسك بسلاح الحزب والانفتاح على سوريا». وتحدث باسهاب عن العلاقة المتينة بين السيد نصرالله وميشال عون. وفي المعلومات ان بعض الوسطاء قالوا لباسيل «ما بقى حدا بيحبك في البلد» فرد «بيكفيني محبة واحترام السيد»، لكن كل ذلك لا ينفي الخلاف الشامل والعميق بينهما على الملف الرئاسي وملفات اخرى. وفي المعلومات، ان باسيل كرر للوسطاء والاصدقاء، انه لن يمشي بخيار سليمان فرنجية مهما كانت النتائج، ولن يصوت لمرشح نبيه بري ونجيب ميقاتي ووليد جنبلاط وكل رموز حقبة الفساد الذين حاربوا عهد ميشال عون واستخدموا كل اسلحتهم في المعركة ضده، ولم يتركوا «طاقة» الا واستخدموها ضد التيار الوطني، وقاد سليمان فرنجية المواجهات ووضع نفسه في الصفوف الامامية، ولم يقم باي مبادرة ايجابية تجاه التيار حتى بعد مغادرة الرئيس عون بعبدا، بل على العكس حاول مد الجسور مع القوات اللبنانية، بالاضافة الى ان حكم فرنجية سيكون امتدادا لعهود الفساد التي خربت لبنان منذ التسعينات، «وكما لحزب الله هواجسه، نحن لدينا هواجسنا ايضا» وعلى الحزب الاخذ بها، والغصة عند العونيين تعود الى القناعة الكاملة عندهم، بأن الجلسة ما كادت لتعقد لولا قرار حزب الله بتغطية الترويكا الجديدة «فرنجية - بري - ميقاتي»، وكشف مسؤولون في التيار الوطني، ان الحزب كان قد وعد التيار بعدم حضور الجلسة.
في المقابل، طرح حزب الله وجهة نظره والحيثيات التي استدعت دعم سليمان فرنجية، وسئل باسيل : هل تضمن الخيار الثالث وعدم الانقلاب علينا اذا مورست الضغوط الاميركية عليه؟ حتى نجلا رياشي وغيرها انقلبوا عليك؟ ورغم كل النقاشات، تمسك كل طرف بوجهة نظره، لكن باسيل «باح بكل شيء» فيما التزم حزب الله الصمت وعدم الرد على كلام مسؤولي التيار الوطني والحرص على المعالجة بعيدا عن وسائل الاعلام، وخصوصا ان لدى الحزب الكثير من الكلام لقوله لباسيل وجها لوجه.
وفي المعلومات، ان باسيل سيواصل حملاته الاعلامية متجاوزا كل السقوف في المعركة ضد بري و ميقاتي وجنبلاط، وهناك ارتياح في التيار للمكاسب الشعبية التي حققها، وتحديدا عند المسيحيين من خلال وقوف الشارع الى جانبه ضد بري وميقاتي وجنبلاط، مما دفع الاطراف المسيحية الى الوقوف معه. ورغم كل التصعيد، فان المعلومات تفيد باتجاه باسيل للتصويت بالورقة البيضاء في جلسة اليوم، وهذا يعني الحرص على الابقاء على خطوط التواصل مع الحزب دون التخلي عن خطواته التصعيدية الاخرى وصولا الى استخدام الشارع اذا دعت الحاجة واستمرت الحرب عليه، بعد ان لمس مدى الجهد الذي بذل لكسره مقابل صمت حزب الله، وتمنى الوسطاء عدم اللجوء الى الشارع لنتائجه الخطرة وضرورة ضبط وسائل التواصل الاجتماعي والتخفيف من الاحتقانات.
واشارت المعلومات، ان الحديث المباشر بين حزب الله وباسيل سيتجدد لكنه يحتاج الى بعض الوقت حتى يهدأ رئيس التيار الذي عقد اجتماعا مع الوزراء الثمانية وتم التوافق على استمرار المعركة والتصعيد الى النهايات، ورفض قرارات مجلس الوزراء ...
وفي المقابل، كشفت المعلومات، عن ان التواصل بين بري وميقاتي مفتوح طوال الساعات الماضية مع التاكيد على الهدوء وعدم الانجرار الى السجالات في الجلسة الرئاسية اليوم وتحقيق رغبة باسيل باعطائها ابعادا طائفية، ويبقى الرهان على دور الرئيس بري في سحب» فتائل « التفجير، وقد تم التمهيد لذلك بتاجيل جلسات المجلس النيابي امس، لكن الدعوات الى الهدوء لا تعني التوقف عن ممارسة مجلس الوزراء لاعماله ومهامه. وكشفت المعلومات عن توجه لدى ميقاتي لعقد لقاء تشاوري لكل الوزراء بعد عودته من السعودية مطلع الاسبوع المقبل للتشاور في جدول اعمال الجلسة الحكومية المقبلة ومشاركة الجميع في وضعه واقرار سلسلة بنود هامة كالتجديد للمتعاقدين وتوقيع وزير المالية على دورة ضباط عون الـ « ٩٤ « التي لم تشملها الترقيات بسبب الخلافات بين عون وبري ورفض وزير المالية التوقيع على الترقيات، هذه الدعوة اذا حصلت ستقطع كل الخطوط بين بري وباسيل، وعندئذ كيف سيتصرف حزب الله الرافض لعزل التيار واستفراده، علما ان حزب الله لم يتدخل من قريب او بعيد بتأمين النصاب لجلسة مجلس الوزراء الاثنين على عكس ما يسوقه باسيل، بل اكد على حضور وزيريه من اجل مصالح الناس، حتى ان حزب الله قال لقيادات ارسلانية» انتم احرار بموقفكم بشان حضور عصام شرف الدين او عدمه جلسة الحكومة ولا نطلب شيئا «، لكن باسيل اصر على موقفه باتهام حزب الله بدعم بري، وهذا ما ادى الى عقد الجلسة الحكومية.
في ظل هذه الاجواء يعمل سعاة الخير على تهدئة الاجواء مراهنين على عامل الوقت.
بري وميقاتي وجنبلاط لن يتراجعوا
بالمقابل، وحسب المعلومات، فان بري وميقاتي وجنبلاط مستمرون في معركة تحجيم باسيل الذي عليه ان يعي ان ال ٦٥ نائبا الذين صوتوا لبري لاعادة انتخابه رئيسا لمجلس النواب مضمونون لسليمان فرنجية دون زيادة ونقصان، ونجاح سليمان فرنجية مضمون في الجلسة الثانية اذا وافقت القوات على تأمين نصاب الثلثين في الجلستين الاولى والثانية، وتحولت القوات اللبنانية الى لاعب اساسي «بيضة القبان» في الحسم، وليس التيار الوطني، فهل تتم اعادة احياء الحلف الرباعي رغم ان القوات ملتزمة الصمت حول النصاب مع التمسك برفض جعجع وصول اي رئيس لسوريا؟
الراعي يلتقي ملك الأردن
استقبل ملك الاردن عبدالله الثاني، أمس، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في حضور ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، والوفد المرافق للبطريرك الراعي.
وتناول اللقاء، بحسب وكالة «بترا» الاردنية للانباء، «العلاقات الأخوية التي تربط الأردن ولبنان والشعبين الشقيقين».
وجدد الملك عبدالله «التأكيد على وقوف الأردن ودعمه المستمر للبنان في جهوده لتخطي الأزمات التي تواجهه»، لافتا إلى «مواصلة الأردن بذل كل الجهود لرعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس من منطلق الوصاية الهاشمية عليها».
من جانبه، أشاد البطريرك الراعي «بمواقف الأردن بقيادة الملك عبدالله الداعمة والمتواصلة للبنان وشعبه وللقضايا العربية»، مثمنا «المساعدات الإنسانية والطبية التي أرسلها الأردن مباشرة عقب انفجار مرفأ بيروت قبل نحو عامين».
وأكد البطريرك بشارة الراعي أنّ «لبنان يمر بسلسلة مآزق من الفراغ في رئاسة الجمهورية الى الأزمة المالية الاقتصادية التي هجّرت شبابه وصولا الى عزلته عن العالم».
وتوجه الراعي بكلامه إلى المسؤولين اللبنانيين، قائلاً «لا يمكنكم مواصلة ما تفعلونه بلبنان، لا يحق لكم هدم وطن حضاري وثقافي، ولا يحق لكم الا تنتخبوا رئيسا للجمهورية، وأن تفقروا الشعب وتهجّروه. ولا يحق لكم ان تناموا مرتاحين وقد تخطى الدولار الـ41000 ليرة، إنما عليكم ان تدركوا ان السياسة فن شريف لخدمة الخير العام».
الخلافات والتعيينات
وفي المعلومات، ان حزب الله وبري وميقاتي وجنبلاط متفقون على عدم طرح اي تعيينات في اي جلسة حكومية، لكن السؤال، هل تؤثر الخلافات بين التيار الوطني وبري وجنبلاط في ملف تعبئة الشغور في رئاسة اركان الجيش اللبناني مع احالة رئيس الاركان العميد امين العرم الى التقاعد في ٢٤ كانون الاول وعضوي المجلس العسكري العميدين مالك شمص وميلاد اسحاق الى التقاعد في شباط، وهل سيصدر قرار عن وزير الدفاع موريس سليم بالتمديد ٦ اشهر منعا للشغور في المرفق العام كما حصل مع رئيس الاركان السابق العميد وليد سلمان، ام تعطل الخلافات السياسية هذا القرار؟ كما ان المواجهة بين عون وجنبلاط انتقلت الى القضاء مع تقديم رئيس التقدمي شكوى ضد القاضية غادة عون على خلفية تسريبة عن تهريب جنبلاط ومجموعة من السياسيين اموالهم الى سويسرا والحجز عليها، بالاضافة الى تسريبات عونية عن كيفية نقل جنبلاط اكثر من ٥٠٠ عقار لاولاده وما هي المبالغ التي دفعها للدولة؟ وكيف تم تخمين العقارات؟ وكان لافتا امس التسريبات عن توقيف امين السجل العقاري في الشوف ورد الموظفين بالتوقف عن العمل، وجاء هذا التوقيف بعد فتح ملف الدوائر العقارية وشمل العديد من الموظفين والسماسرة الكبار.
توقيف ١٨٥ متعاملا مع «اسرائيل»
افاد مصدر امني لبناني لوكالة الصحافة الفرنسية، ان القوى الامنية اعتقلت ١٨٥ متعاملا مع العدو الاسرائيلي منذ بدء الازمة الاقتصادية في ٢٠١٩، وهو رقم قياسي، و تم تحويل ١٦٥ منهم للقضاء عازيا ارتفاع العدد الى الازمة الاقتصادية، مشيرا الى ان اثنين منهم اتصلا بالعدو الاسرائيلي طالبين تجنيدهما في الموساد. واوضح المصدر الامني انه تم اعتقال ١٠٠ متعامل بين عامي ٢٠٠٩ و٢٠١٤ معظمهم من العسكريين وموظفي الاتصالات، محذرا من استمرار الازمة الاقتصادية وانعكاسها على السلم الاهلي.