تخيّل رجلا يحمل ابنه جثّة بين يديه. تخيّل حجم المعاناة في لحظتها، حجم المأساة، حجم الألم الذي يعتصر قلبه... وكأنّ كلّ هذا لم يكن كافيا ليعيشه حسين البعريني، وكأنّ موت طفله لم تكن مؤلمة كفاية ليضطر لرهن سيارة ابن شقيقته لاخراج طفله الرضيع جثة من المستشفى سيرا على الاقدام في بلد اصبح الموت فيه كما العيش صعب المنال.
في هذا السياق أكد والد الطفل احمد حسين البعريني ان "صباح اليوم اتصل به الدكتور الذي كان يعاين ولده في مستشفى حبتور الحرار العكارية وأخبره بوفاة ابنه الرضيع بعد ان قضى 25 نهاراً في الحاضنة".
وشدد على أنه "بعد وصوله الى المستشفى دخل الى مسؤولة قسم المحاسبة "سوسن موسى" لتطلب منه مبلغا قدره 2400$".
ولفت الى أن "هناك جمعية قد تبرعت له بمبلغ قدره 350$ وهو يحمل مبلغ 400$ ويجب عليه تسديد ما تبقى من المبلغ وقدره 2050$".
وقال: "بعدما رأت مسؤولة القسم انني لا استطيع دفع المبلغ، طلبت مني ان اترك مفتاح السيارة التي كانت معي وهي لابن شقيقتي كرهن للمستشفى".
وتابع: "حينها سألتها كيف ساعود مع جثة ولدي فاجابتني "بدبّر حالك"".
وأردف: "أخذت مفتاح السيارة بعدما علمت ان ثمنها تقريبا بحدود الالفي دولار فتركت مفتاح السيارة وعدت مع جثة ابني سيرا على الاقدام".
بدوره اكد رئيس بلدية فنيدق سميح عبد الحي لـ"vdlnews " الرواية. وقال إنها "ليست المرة الاولى التي نشهد مثل هذه الحادثة في عكار ولن تكون الاخيرة. في مستشفى عكار وفي مستشفى حبتور بحرار كل يوم نعيش هذه المعاناة مع المواطنيين غير القادرين على دفع طبابة اولادهم لان مدخولهم لا يتجاوز المليون ليرة".
واعتبر أن "هذا الرجل قد ظهرت صورته على الاعلام ولكن هناك عشرات ومئات القصص والحكايات مع المستشفيات وهذا قبل التلاعب بالدولار ودخولنا بالازمة الاقتصادية ولكن بعد الغلاء ازدادت المآسي لأننا نعيش دون دولة ودون استشفاء على حساب وزراة الصحة".